الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج2-ص108
القرآن فلم يكفر ، ولم يدل هذا على أنها غير قرآن ، ولأن الفاتحة سبع آيات بالنص ، والإجماع فمن أثبت بسم الله الرحمن الرحيم منها جعل أول الآية السابعة صراط الذين أنعمت عليهم ، ومن نفاها جعل أول الآية السابعة غير المغضوب فكان إثباتها أولى من وجهين :
أحدهما : ليكون الكلام في السابعة تاما ًمستقلاً
والثاني : أن لا يكون الابتداء في السابعة بقوله غير المغضوب عليهم ؛ لأنه لفظ استثناء ، وليس في القرآن آية مبتداة به
فأما الجواب عن حديث أنس بن مالك وعائشة رضي الله عنهما فالمراد به سورة الحمد لله رب العالمين
وأما الجواب عن نزول جبريل عليه السلام بسورة اقرأ باسم ربك فهو : أن السورة قد كانت تنزل في مرات وبسم الله الرحمن الرحيم في أوائل السور تنزل بعد نزول كثير من القرآن ، وقد روى ابن عباس ذلك على ما ذكرنا ، وأما قولهم أن إثبات محلها لا يكون إلا بالاستفاضة
فالجواب عنه : أنه قد ثبت محلها تلاوة بالإجماع [ وحكماً ] بالاستفاضة
وأما الجواب عن استدلالهم بالإجماع على أن سورة قل هو الله أحد أربع آيات فمن وجهين :
أحدهما : أنهم أشاروا إلى ما سوى بسم الله الرحمن الرحيم
والثاني : أنه يجوز أن يكونوا جعلوها مع الآية الأولى واحدة
وقال أحمد بن حنبل : يسر بها في صلاة الجهر والإسرار
وقال إسحاق : هو مخير بين الجهر والإسرار
واستدل من قال يسر بها برواية ابن مسعود أن النبي ( ص ) كان يسر ببسم الله الرحمن الرحيم في المكتوبات قالوا : لأن النبي ( ص ) لو جهر بها لكان النفل بها مستقيضاً كالجهير بالقراءة ، ولما كان على أحد من الصحابة