الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج2-ص101
ودليلنا : رواية الشافعي عن مسلم بن خالد عن ابن جريج عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن الفضل عن عبد الرحمن الأعرج عن عبيد الله بن رافع عن علي بن أبي طالب عليه السلام أن رسول الله ( ص ) كان إذا افتتح الصلاة قال : وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين ، إن صلاتي ، ونسكي ، ومحياي ، ومماتي ، لله رب العالمين وحده لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت سبحانك ، اللهم وبحمدك أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي ، واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعاً لا يغفرها إلا أنت اصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت ، لبيك وسعديك والمهدي من هديت ، والخير بيديك أنا بك وإليك تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك وروى عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن النبي ( ص ) نحوه ، فكان ما ذهب إليه الشافعي من هذه الرواية ثلاثة أشياء :
أحدهما : أنه أصح رواية وأثبت إسناداً ، وأشهر عند أصحاب الحديث متناً
والثاني : أنه موافق لكتاب الله عز وجل ومشابه لحال المصلي ، ولأنه يشتمل على أنواع وذاك نوع فكان ما ذهبنا إليه أولى ، وأما قوله سبحانه : ( وسبح بحمد ربك حين تقوم ) فيحمل على أمرين إما على القيام من النوم وإما على التسبيح في الركوع والسجود