الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج2-ص69
شهراً ] قال أنس بن مالك : وكان ذلك في صلاة الظهر ، وكان قد صلى رسول الله ( ص ) ركعتين منها نحو بيت المقدس فانصرف إلى الكعبة
قال الواقدي : وكان ذلك في يوم الثلاثاء النصف من شعبان في السنة الثانية من الهجرة
وقال ابن عباس : أول ما نسخ من القرآن فيما ذكر لنا – والله أعلم – بيان القبلة والقيام الأول ، فاستقبل رسول الله ( ص ) القبلة والمسلمون معه وتغيرت أمور الناس حتى ارتد من المسلمين قوم ، ونافق قوم ، وقالت اليهود : إن محمداً قد اشتاق إلى بلده ، وقالت قريش : إن محمداً ( ص ) قد علم أنا على هدي وسيتابعنا ، ولذلك قال الله تعالى : ( إلا لنعلم من يتبع الرسول ) [ البقرة : 143 ] يعني : في استقبال الكعبة ( ممن ينقلب على عقبيه ) [ البقرة : 143 ] بالردة ، أو النفاق ( وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله ) [ البقرة : 143 ] يعني : بالكعبة ، والتولية عن بيت المقدس إلى الكعبة ، قال ابن عباس : ولما استقبل النبي ( ص ) أتى رفاعة بن قيس ، وكعب بن الأشرف ، وابن أبي الحقيق ، وهم زعماء اليهود فقالوا لرسول الله ( ص ) ما ولاك عن قبلتك التي كنت عليها وأنت تزعم أنك على ملة إبراهيم عليه السلام ودينه ارجع إلى قبلتك التي كنت عليها نتبعك ونصدقك ، وإنما يريدون فتنته عن دينه فأنزل الله تعالى : ( سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) [ البقرة : 142 ] ثم قال المسلمون يا رسول الله كيف بمن مات من إخواننا استقبال الكعبة فأنزل الله تعالى : ( وما كان الله ليضيع إيمانكم ) ( 1 ) [ البقرة : 143 ] يعني : صلاتكم إلى بيت المقدس : ( إن الله بالناس لرؤوف رحيم ) [ البقرة : 143 ] يعني : قوله : أنه لا يحبط لهم عملاً ، ولا يضيع لهم أجراً ، وروي عن ابن عباس : إن أول من صلى إلى الكعبة ، وأوصى بثلث ماله وأمر أن يوجه إلى الكعبة البراء بن معرور ، وابنه بشر بن البراء الذي أكل مع رسول الله ( ص ) من الشاة المسمومة فمات