الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج2-ص67
إحداهما : النافلة في السفر راكباً )
قال الماوردي : ( وهذا كما قال )
وأصل هذا أن الله تعالى فرض الصلاة بمكة فاستقبل بها رسول الله ( ص ) بيت المقدس
واختلف أصحابنا في جملة العلماء هل استقبل بيت المقدس برأيه أو عن أمر ربه عز وجل ؟ على قولين :
أحدهما : أنه استقبل بيت المقدس برأيه واجتهاده لما تقدم من تخيير الله سبحانه ( ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله ) [ البقرة : 115 ] فاختار بيت المقدس ، وهو قول الحسن ، وعكرمة وأبي العالية والربيع
والقول الثاني : أنه كان يستقبل بيت المقدس عن أمر ربه عز وجل لقوله تعالى : ( وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه ) [ البقرة : 143 ] وهذا قول ابن عباس ، وابن جريج ، وفي قوله تعالى : ( إلا لنعلم من يتبع الرسول ) أربعة تأويلات :
أحدهما : أن معناه إلا ليعلم رسولي وأوليائي ، لأن من عادة العرب إضافة ما فعله اتباع لرئيس إلى الرئيس كما قالوا فتح عمر سواد العراق
والثاني : قوله تعالى : ( إلا لنعلم ) [ البقرة : 143 ] بمعنى إلا لنرى ، والعرب قد تضع العلم مكان الرؤية ، والرؤية مكان العلم كما قال تعالى : ( ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ) [ الفيل : 1 ] بمعنى ألم تعلم
والثالث : أن معناه إلا ليعلموا أننا نعلم ، أن المنافقين كانوا في شك من علم الله سبحانه بالأشياء قبل كونها