پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج2-ص5

وروى ابن محيريز عن المخدجي عن عبادة بن الصامت قال : سمعت رسول الله ( ص ) يقول : خمس صلوات كتبهن الله تعالى على عباده فمن أتى بهن ولم ينقص منهن شيئا فإن الله جاعل له عهدا يوم القيامة أن يدخله الجنة .

( فصل )

: فإذا تقرر بما روينا أن الصلوات المفروضات خمس في اليوم والليلة وهن موقتات بقوله تعالى : ( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ) [ النساء : 103 ] ، ثم ورد كتاب الله تعالى بذكر أوقاتها على الإطلاق ومن غير تحديد ثم جاءت السنة عن رسول الله ( ص ) بوصف أوقاتها على التحديد ، فأما ما دل عليه كتاب الله من ذكر أوقاتها فخمس آيات إحداهن قوله تعالى : ( فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون ) [ الروم : 17 ] . فعبر عن الصلاة بالتسبيح لما يتضمنها منه فقال تعالى : ( فسبحان الله ) أي : صلوا لله ، قال الله تعالى : ( فلولا أنه كان من المسبحين ) [ الصافات : 143 ] أي : من المصلين . وقيل : المستغفرين وقال الأعشى في النبي ( ص ) :

( وسبح علي حين العشيات والضحى
ولا تعبد الشيطان والله فاعبدا )

وقوله : ‘ حين تمسون ‘ يريد به المغرب ، والعشاء ‘ وحين تصبحون ‘ يريد الصبح ‘ وعشيا ‘ – يعني – صلاة العصر ‘ وحين تظهرون ‘ – يعني – صلاة الظهر فدلت هذه الآية على أوقات الصلوات الخمس .

والآية الثانية : قوله تعالى : ( فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ومن الليل فسبحه وأدبار السجود ) [ ق : 40 ] قوله : ‘ وسبح ‘ أي : وصل قبل طلوع الشمس – يعني – صلاة الصبح ‘ وقبل الغروب ‘ الظهر والعصر ‘ ومن الليل فسبحه ‘ – يعني – صلاة المغرب والعشاء الآخرة ‘ وفي أدبار السجود ‘ تأويلان :

أحدهما : إنهما ركعتان بعد صلاة المغرب ، وهذا قول مجاهد .