پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج2-ص4

تعالى : ( يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه وانقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا ) [ المزمل : 1 ] .

والمزمل : الملتف . وفيه تأويلان : يا أيها المزمل بثيابه متأهب للصلاة وهذا قول قتادة .

والثاني : يا أيها المزمل بالنبوة والرسالة وهذا قول عكرمة .

فقام رسول الله ( ص ) نحوا من قيام شهر رمضان وعلم به قوم من المسلمين فقاموا معه حتى انتفخت أقدامهم وشق عليهم فروت عائشة أن النبي ( ص ) خرج كالمغضب وخشي أن يكتب عليهم قيام الليل فقال : يا أيها الناس أكلفوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله تعالى لا يمل من الثواب حتى تملوا من العمل وخير العمل ما ديم عليه ثم نسخ ذلك .

قال ابن عباس : نسخ بقوله تعالى : ( علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرؤوا ما تيسر من القرآن ) [ المزمل : 20 ] قال : وكان بين أولها وآخرها سنة قال الشافعي : وقيل : إنه نسخ بقوله تعالى : ( ومن الليل فتهجد به نافلة لك ) [ الإسراء : 79 ] فلما نسخ قيام الليل فرض الله تعالى الصلوات الخمس في اليوم والليلة وذلك على ما حكى في شوال قبل الهجرة بستة عشر شهرا .

فروى الشافعي عن مالك عن عمه أبي سهيل بن مالك عن أبيه عن طلحة بن عبيد الله قال : جاء رجل إلى رسول الله ( ص ) من أهل نجد ثابر الرأس يسمع دوي صوته ولا يفهم ما يقول حتى دنا فإذا هو يسأل عن الإسلام فقال رسول الله ( ص ) خمس صلوات في اليوم والليلة فقال : هل علي غير هذا فقال : لا إلا أن تطوع .

وروى خالد بن قيس عن قتادة عن أنس قال : قال رجل يا رسول الله كم أفرض الله على عباده من الصلوات قال خمس صلوات قال : هل قبلهن أو بعدهن شيء ؟ قال افترض الله على عباده صلوات خمسا فحلف الرجل لا يزيد عليهن ولا ينقص منهن فقال ( ص ) إن صدق دخل الجنة .