پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج1-ص360

مسح ثلاثاً مسح مسافر ، وإن كان بعد مضي وقت صلاة ففيه لأصحابنا وجهان :

أحدهما : وهو محكي عن أبي إسحاق أنه يمسح يوماً وليلة مسح مقيم ؛ لأن يقضي وقت الصلاة في الحضر في حكم فعلها في الحضر ، في وجوب الإتمام ، كذلك في المسح .

والوجه الثاني : وهو محكي عن أبي علي بن أبي هريرة أنه يمسح ثلاثاً مسح مسافر لأنه لم يبتدئ بالمسح إلا وهو مسافر .

والحال الثالثة : أن يسافر بعد أن مسح على خفيه فيمسح يوماً وليلة مسح مقيم وقد مضى خلاف أبي حنيفة فيها ، فلو كان قد أكمل مسح يوم وليلة في الحضر ، قبل سفره لم يكن له أن يمسح بعد في سفره شيئاً لاستيفاء مسح الإقامة إلا أن يستأنف مسحاً مبتدئاً .

والحالة الرابعة : أن يسافر ويشك هل مسح قبل سفره أم لا فينبغي أن يعمل على أغلظ حاليه ، وإن ابتدأ بالمسح مسافراً ، ثم أقام بالمسح قبل سفره فيمسح يوماً وليلة ، مسح مقيم ؛ فإن خالفه ومسح ثلاثاً مسح مسافر أعاد ما صلى بالمسح في اليومين الآخرين ، لأنه صلى وهو شاك في صحة طهارته ، فلو صلى بالمسح يومين ، وهو على شكه ثم تيقن في الثالثة أنه مسافر قبل مسحه جاز له المسح في اليوم الثالث فيستوفي مدة المسح في السفر ، وعليه أن يعيد ما صلى بالمسح في اليوم الثاني ؛ لأنه حين صلى كان شاكاً في طهارته ، فصلى كمن صلى على شك من وضوئه ثم تيقن بعد فراغه أنه كان متوضئاً أعاد .

( فصل )

: وأما الفصل الثاني وهو أن يكون مسافراً ثم يقيم ، فلا يخلو من أحد أمرين : إما أن يكون قد مسح في سفره شيئاً أم لا ، فإن لم يمسح في سفره حتى أقام مسح يوماً وليلة مسح مقيم ، وإن مسح في سفره فلا يخلو أن يكون قد استوفى مسح يوم وليلة أم لا ، فإن لم يستوف مسح يوم وليلة أتم بعد إقامة مسح يوم وليلة ، وإن استوفى في السفر مسح يوم وليلة ، لم يجز إذا أقام أن يمسح شيئاً ، ولو كان قد نوى المقام وهو في تضاعيف صلاة بطلت لتقضي مسحه بالإقامة عند مجاوزة اليوم والليلة ، فلو نوى المسافر مقام ثلاثة أتم مسح خفيه ثلاثاً مسح مسافر لبقائه على حكم السفر ولو نوى إقامة أربع اختصر على يوم وليلة مسح مقيم ؛ لأنه صار مقيماً والله أعلم .

( فصل )

: وإذا سافر في معصية لم يجز أن يمسح ثلاثاً ، واختلف أصحابنا هل يجوز أن يمسح يوماً وليلة ؟ وكذلك لو كان مقيماً على معصية فأحد الوجهين لا يجوز أن يمسح شيئاً ؛ لأن المسح رخصة والعاصي لا يترخص ، وهذا قول أبي سعيد الإصطخري .

والوجه الثاني : يمسح يوماً وليلة مسافراً كان أو مقيماً ، وإن كان عاصياً ؛ لأن مسح