الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج1-ص10
أحدها : أنه ترجم كتابه بعد الفراغ منه ، فصار ذلك منه إشارة إلى حاضر معين .
والثاني : أنه صوره في نفسه ، وأشار إلى ما يعين في ضميره .
والثالث : أن ‘ هذا ‘ وإن كان إشارة إلى حاضر معين فقد يستعمله العرب إشارة إلى غائب كما قال الله تعالى : ( هذا يوم الفصل ) [ المرسلات : 38 ] ( هذا يوم لا ينطقون ) [ المرسلات : 35 ] إشارة إلى يوم القيامة وإن لم يكن موضوعا حاضرا للإشارة إلى غائب كما قال الله تعالى : ( آلم ذلك الكتاب ) [ البقرة : 1 – 2 ] يعني هذا الكتاب .
وكقول خفاف بن ندبة السلمي :
( فإن تك قد أصبت حميمها
فعمدا على عين تيممت مالكا )
( أقول له والرمح يأطر منه
تأمل خفافا إنني أنا ذلكا )
يعني : إنني أنا هذا .
فصل
: ثم يبدأ بشرح الترجمة فيقول : أما قوله ‘ اختصرت هذا ‘ فحد الاختصار هو تقليل اللفظ مع استبقاء المعنى ، وقال الخليل بن أحمد : هو ما دل قليله على كثيره ، وهي اختصار الاجتماعة ، كما سميت المختصرة لاجتماع السور فيها ، وسمي خصر الإنسان لاجتماعه ومنه قول عمر بن أبي ربيعة :
( رأت رجلا أما إذا الشمس عارضت
فيضحى وأما بالعشي فيخصر )