الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج1-ص8
تبركا بذكره واقتداء بغيره ، واتباعا لما رواه الأوزاعي عن قرة بن عبد الرحمن عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله ( ص ) قال : ‘ كل أمر ذي بال لم يبدأ فيه بحمد الله فهو أبتر ‘ .
فالجواب عنه من خمسة أوجه :
أحدها : أن يقلب الاعتراض عليهم ، ويستعمل دليل الخبر في سؤالهم فيقال لهم : إن كان سؤالكم ذا بال فهلا قدمتم عليه حمد الله إلا أن يكون غير ذي بال ، فلا نعول عليه ، وكل سؤال انقلب على سائله كان مطرحا .
والجواب الثاني : أن حمد الله تارة يكون خطا ، وتارة يكون لفظا ، وهو أشبه الأمرين بظاهر الأمر ، والمزني ترك حمد الله خطا وقد ذكره لفظا حتى روي أنه كان يصلي ركعتين عند تصنيف كل باب .
والجواب الثالث : أن المزني قد حمد الله وسمى وأتى به كتابة ولفظا ، وقال : الحمد لله الذي لا شريك له ، الذي هو كما وصف وفوق ما يصفه به خلقه ، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، فحذف ذلك بعض الناقلين .