فقه الحضاره فی ضوء فتاوی سماحه آیه الله العظمی السید علی الحسینی السیستانی-ج1-ص39
عليه ضرراً بليغاً على نحو ما مرّ ، لزمه الإقلاع عنه ، إلاّ إذا كان يتضرر بتركه ضرراً
مماثلاً لضرر الاستمرار عليه ، أو أشد من ذلك الضرر ، أو كان يجد حرجاً كبيراً في الإقلاع
عنه بحد لا يُتَحمّل عادة.
هذا في التدخين المباشر ، وأما التدخين غير المباشر ، فعند السيد دام ظله أنه يجري عليه
نظير التفصيل المتقدم لدى المدخن المبتدىء(1).
هكذا عالج سيدنا دام علاه هذه الظاهرة من جوانبها كافة ، وأعطى رأي الشرع الحنيف فيها.
المراجع العظام في النجف الأشرف لهم نوادر هادفة تدور حول التدخين تمثل الاتجاه المعاكس
حيناً ، والاتجاه المطّرد حيناً آخر ، فهي حلقة مفرغة بين الإيجابية المطلقة ، وبين
السلبية المحددة ، إلا أنها تمثل روح المعاصرة في النية الصادقة والطرفة البريئة ، وقد
أدركت هذا المناخ ميدانياً خلال نصف قرن من الزمان. وأنا أرويه لك بأمانة ودقة متناهيتين ،
فقد أحطتُ به خبراً عن قرب ، ليعبر لك عن مدى الاستجابة والرفض في ظروف متماثلة أو
متباينة ، وهذه الطبقة المثلى هي التي نتلقّى منها أحكامنا الشرعية ، وهي بعد أطهر من ماء
السماء.
1ـ الإمام السيد محسن الحكيم قدس سره الشريف أصيب
(1) فتوى خطية مصورة في حوزة المؤلف عليها ختمه الشريف.