فقه الحضاره فی ضوء فتاوی سماحه آیه الله العظمی السید علی الحسینی السیستانی-ج1-ص5
بسم الله الرحمن الرحيم
في تراثنا الحضاري صفحات مشرقة تواكب مسيرة التطور الإنساني ، وتنطلق مع التقدم
البشري في مجالاته كافةً.
وكان لفتح باب الاجتهاد عند الإمامية أثره الفاعل في تحرير قضايا الإنسان المعاصر من
ربقة الجمود والتقوقع الفكري ، فسيّر بين يديه جملة ما يحتاج إليه من التشريع الذي
يلبيّ حاجاته الآنية والمستقبلية ، وقد سجل بذلك سبقاً علميّا متحضراً ، وأحرز
نصراً أكاديمياً متطوراً.
وكان للنداءات الملحّة التي أطلقها جيل من المثقفين ، وطائفة من الطبقة المتنورة الواعية ،
وهي تدعو إلى إغناء المكتبة العربية بجمهرة من « الفقه الحضاري » وإثراء الحياة المعاصرة
بكوكبة من « فقه الحضارة » ما اتسعت له هذه الصفحات من الإثراء والإغناء استجابةً لتلك
الدعوات الخيّرة التي انطلقت بداعي الغيرة على الدين باعتباره نظاماً وهدايةً وتشريعاً
يتحقق من مجموعها سعادة البشر ، لا سيما والشباب يتعايشون في ظل المتغيرات الحديثة
روحاً ومضموناً ، ولابد لهم من شعاع هادٍ يلتمسون في