جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج43-ص320
فنقول: (أما الحارصة) بإهمال الحروف (فهي التي تقشر الجلد) وتخدشه كما في القواعد والنافع ومحكي المحيط وأدب الكاتب ونظام الغريب (1)، وعن الازهري ” أصل الحرص القشر وبه سميت الشجة حارصة وقيل للشره حريص، لانه يقشر بحرصه وجوه الناس بمسألتهم “.
وفي كشف اللثام ” في أكثر الكتب أنها التي تشق الجلد من قولهم: حرص القصار الثوب إذا شقه، وفي المحكم (2) هي التي تحرص الجلد أي تشقه قليلا يقال حرص رأسه بفتح الراء يحرصه بكسرها حرصا بإسكانها أي شق وقشر جلده، ويظهر منه كون الشق والقشر بمعنى واحد، وقد عرفت أن الميداني في السامي فرق بينهما وسمي التي تقشر، القاشرة، والتي تشق، الحارصة والثعالبي في فقه اللغة لم يذكر الحارصة وإنما جعل أول الشجاج القاشرة (3) “.
الذي يظهر لي أن الحارصة هي التي تقشر الجلد من دون إدماء وإن كان لها أفراد مختلفة (و) لكن (فيها) أجمع (بعير) كما عن المشهور، بلعليه عامة المتأخرين بل لم أجد فيه خلافا، إلا ما يحكى عن الاسكافي، من أن فيها نصف بعير، وهو مع شذوذه لم نعرف له مستندا، فضلا عن كونه صالحا لمعارضة خبر منصور (4) بن حازم عن الصادق عليه السلام – الذي هو إن لم يكن صحيحا
(1) لعيسى بن ابراهيم الربعي اليمنى في اللغة وأفرد فيها ذكر لغات الاشعار واقتصر عليها كما في معجم المطبوعات ج 1 ص 927.
(2) كذا في الاصل وفى كشف اللثام، وهو اسم كتاب ظاهرا ويحتمل تصحيفه.
(3) كشف اللثام ج 2 ص 334.
(4) الوسائل الباب – 2 – من أبواب ديات الشجاج الحديث 14.