پایگاه تخصصی فقه هنر

جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج43-ص196

المزبور، بل وإن لم تكن منه، لان الموجود فيما حضرني من كتب اللغة أنها ” الارنبة ” أي طرف الانف أو طرفيها، بل في كشف اللثام بعد أن حكاه عن بعض من عرفت قال: ” ولم أعرف لهم موافقا من أهل اللغة فإن المعروف عندهم أنها الارنبة أو طرفها حيث يقطر الرعاف، والارنبة عندهم طرف الانف ويسمون الحاجز بالوترة، وفي كتاب ظريف بالخيشوم، وكذا روى عن الرضا عليه السلام “، (1) بل في المتن بعد أن ذكر ما سمعت (وقال ابن بابويه (2) هي مجمع المارن، وقال أهل اللغة هي طرف المارن) وعن الكنز والايضاح أنها مجمع المارن والانف، وفي كشف اللثام ” ومراد الصدوق بمجمعه إما رأسه فيوافق كتب اللغة، أو الحاجز فإنه موصل كما أنه مفصل “.

وقد تكلف بعض الناس (3) للجمع بين كلام أهل اللغة وبين ما سمعته من الاصحاب بما لا يرجع إلى حاصل، بل ولا يرضى به الاصحاب الذين اعترفوا بأن ما ذكروه غير ما عند أهل اللغة كما هو ظاهر المصنف وغيره.

ومن هنا يشكل الحكم بأن في قطعها بالمعنى المزبور النصف فإن خبر ظريف ليس فيه إلا النصف فيها من دون تفسير لها، فيتجه حينئذ بناء على العمل به ثبوت النصف بقطع الارنبة كما عن الغنية والاصباح وأبي علي المفسرة بها في أكثر كتب أهل اللغة، وفي بعضها بطرفيها، إلا أن الاول أشهر وأوفق بالاصل، بل قيل إنه قد يظهر من الغنية الاجماع فتأمل جيدا، فإنه يمكن أن يقال بحصول الظن بما ذكره الاصحاب دون أهل اللغة مع إمكان كون المراد منها هنا ذلك وإن كان معناها لغة الارنبة أو طرفها كما هو مقتضى اعترافهم بأنها لغة

(1) كشف اللثام ج 2 ص 319 – الفقه المنسوب الى الرضا عليه السلام ص 42.

(2) قال في الفقيه ج 4 ص 81: ” قال مصنف هذا الكتاب رحمه الله: الروثة من الانف مجتمع مارنه “.

(3) راجع مفتاح الكرامة ج 10 ص 389 – 390.