جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج39-ص9
والاقرب من كل صنف يحجب الابعد عنه دون الآخر، فالاولاد للصلب يحجبون الحفدة، ولا يحجبهم الابوان، والجد الادنى يحجب الاعلى دون أولاد الاخوة، والاخوة يحجبون أولاد الاخوة دون الصاعد من الاجداد، والعم القريب يحجب البعيد من الاعمام والاخوال وأولاد العمومة والخؤولة، وكذا الخال لاتحاد الصنف.
لكن عن مجمع البرهان والكفاية توريث البعيد من الاعمام مع القريب من الاخوال وبالعكس، وهو غريب.
والضابط في النسب اعتبار العمود والحاشية ورعاية الطبقات والدرجات، فعمود النسب الآباء وإن علوا، والاولاد وإن هبطوا، ومن عدا هؤلاء من الاقارب فهم في حاشية النسب.
والحواشي مختلفة في القرب والبعد، فالاقرب منها الاخوة والاخوات وأولادهم المجتمعون بالميت في الابوين، ثم الاعمام والاخوال وأولادهم المجتمعون به في الاجداد، ثم أعمام الابوين وأخوالهما وأولادهم المنتهون إلى آباء الاجداد، وهكذا.
وقد عرفت أن الابوين والاولاد من العمود هم أهل الطبقة الاولى لا يرث معهم مناسب من غيرها، والاجداد من العمود، والاخوة وأولادهم من الحاشية هم أهل الطبقة الثانية المحجوبة بمن قبلها الحاجبة لمن بعدها، والحواشي الباقية كلها أهل الطبقة الثالثة، لكنهم يترتبون فيها، فلا يرث أحد من العليا مع وجود واحد من الدنيا، فيحجب ابن العم وإن نزل عم الاب، وابن عم الاب كذلك عم الجد، وهكذا.
وأما الدرجة فهي معتبرة في الطبقات كلها، لكنها في الاوليين تراعى في الاصناف، وفي الثالثة في الحواشي، فالبطن الاسفل من الاجداد