جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج36-ص150
الصيد الذي يعجل موته (1) مؤيدا ذلك بالسيرة المستمرة، خصوصا في مثل الصيد بالآلة المسماة بالتفقة، فان الغالب فيما يصاد بها من الطير تكون حركته حركة المذبوح عند ما يدركه الصائد لان يذكيه.
كل ذلك مع عدم دليل معتد به للقول باستقرار الحياة بالمعنى الذي ذكروه عدا ما قيل من أن غير مستقر الحياة بمنزلة الميت، ومن أن استناد موته إلى الذبح ليس بأولى من استناده إلى السبب الموجب لعدم استقرارها، بل السابق أولى، فيكون هلاكه به، ويكون ميتة، على أن الاصل الحرمة بعد انسياق غير المفروض من إطلاق الكتاب (2) والسنة (3).
والجميع كما ترى، إذ الاول مجرد دعوى لا شاهد لها، بل الشاهد على خلافها متحقق، بل الثاني كذلك، ضرورة اقتضاء الادلة كون ذبح الحي سببا في الحل وإن حصل سبب آخر بعد الذبح، قال أبو جعفر (عليه السلام) في صحيح زرارة (4): ” وإن ذبحت ذبيحة فأجدت الذبح فوقعت في النار أو في الماء أو من فوق بيتك إذا كنت قد أجدت الذبح فكل “.
ولا ينافي ذلك خبر حمران (5) عنه (عليه السلام) أيضا، قال: ” سألته عن الذبح، فقال: إن تردى في جب أو وهدة من الارض فلا تأكل ولا تطعم، فانك لا تدري التردي قتله أو الذبح ” بعد أن لم نجد العامل به ممن يعتد بقوله.
(1) الوسائل – الباب – 4 – من أبواب الصيد.
(2) سورة المائدة: الآية 3.
(3) الوسائل – الباب – 1 و 2 و 3 و 4 – وغيرها من أبواب الذبائح.
(4) و (5) الوسائل – الباب – 13 – من أبواب الذبائح – الحديث 1 – 2.