پایگاه تخصصی فقه هنر

جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج30-ص34

اليوم – الاية – ثم قال: نسخت هذه الاية قوله: ولا تنكحوا المشركات، وترك قوله: ولا تنكحوا المشركين على حاله لم ينسخ، لانه لا يحل للمسلم أن ينكح المشرك، ويحل له أن يتزوج المشركة من اليهود والنصارى) فانه وإن لم يسنده إلى حجة إلا أن الظاهر كونه مأخوذا عنهم عليهم السلام، كما يشهد به طريقة المحدثينوخصوصا فيما طريقه النقل من نقل متون الاخبار بحذف الاسناد كأنه من كلامهم.

ومن ذلك كله يظهر لك ما في المحكي عن جماعة من منع كون سورة المائدة محكمة، لاشتمالها على ما هو منسوخ، وعدوا منه قوله تعالى (1): (فاعف عنهم واصفح) وقوله تعالى (2): (ما على الرسول إلا البلاغ) وقوله تعالى (3): (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) فانها جميعا منسوخة بآية السيف، وهي قوله تعالى (4): (واقتلوهم حيث وجدتموهم) على أن ذلك ليس من النسخ قطعا.

وأيضا فان الروايات السابقة الدالة على نسخ آية المائدة منها ما دل على أنها منسوخة بقوله تعالى: (ولا تمسكوا) ومنها ما دل على أنها منسوخة بقوله تعالى: (ولا تنكحوا) إلى آخرها، ومن المعلوم أن النسخ بأحدهما لا يجتمع مع النسخ بالاخرى لاستحالة نسخ الشئ ورفعه بعد زواله وارتفاعه.

ومنه يعلم أن ما تضمنته رواية الطبرسي من اسناد النسخ اليهما معا خلاف ما يقتضيه الاعتبار، إلا أن يقال: إن الناسخ هو إحدى الايتين خاصة، وإنما اضيف النسخ إلى الاخرى لكونها بمنزلة الناسخ من حيث الدلالة على ما يخالف حكمالمنسوخ وإن حصل الرفع بغيرها، أو ما من شأنه النسخ به، أو يقال بتكرر النسخ وإن المنسوخ هو حل الكتابية لا من حيث استفادته من خصوص الاية بل حلها مطلقا وإن كان لاجل السنة لكن الكل كما ترى.

وأيضا قد عرفت أن الظاهر من آية النهي عن الامساك المنع عن البقاء على

(1 و 2 و 3) سورة المائدة: 5 – الآية 13 – 99 – 105.

(4) سورة النساء: 4 – الآية