جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج30-ص31
التزويج بهن مودة، خصوصا بعد قوله تعالى (1) (وجعل بينكم مودة ورحمة) .
وإلى قوله (2) (لا يستوى أصحاب النار وأصحاب الجنة) فان نفي الاستواء يقتضى نفيه من جميع الوجوه التي منها المناكحة، ومن ذلك كله ذهب المفيد والمرتضى وابن إدريس فيما حكى عنه إلى المنع مطلقا حتى الوطئ بملك اليمين الذي هو أحد العصم، بل ادعى المرتضى منهم الاجماع على ذلك.
إلا أن التحقيق الجواز مطلقا وفاقا للحسن والصدوقين على كراهية متفاوتة في الشدة والضعف بالنسبة (3) إلى الدائم والمنقطع وملك اليمين، وبالنسبة (4) إلى من يستطيع نكاح المسلمة وغيره، وبالنسبة (5) لمن يكون عنده المسلمة وغيره، وبالنسبة (6) إلى البله منهن وغيرها، كما أومأت إلى ذلك كله النصوص التي ستسمعها، لقوله تعالى: (7) (والمحصنات) إلى آخرها التى هي من سورة المائدةالمشهورة في أنها محكمة لا نسخ فيها.
قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم (8): (إن سورة المائدة آخر القرآن نزولا فأحلوا حلالها وحرموا حرامها).
والمروى (9) عن الطبرسي عن العياشي باسناده وعيسى بن عبد الله، عن أبيه
(1) سورة الروم: 30 – الآية 21.
(2) سورة الحشر: 59 – الآية 20.
(3) الوسائل الباب – 2 – من أبواب ما يحرم بالكفر والباب – 13 – من أبواب المتعة والباب – 16 – من أبواب ما يكتسب به الحديث 1 من كتاب التجارة.
(4) الوسال الباب – 2 – من أبواب ما يحرم بالكفر.
(5) الوسائل الباب – 2 و 7 و 8 – من أبواب ما يحرم بالكفر.
(6) الوسائل الباب – 3 – من أبواب ما يحرم بالكفر.
(7) سورة المائدة: 5 – الآية 5.
(8) الدر المنثور ج 92 ص 252.
(9) البحار ج 92 ص 27