جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج29-ص95
” الاحمق المولى عليه الذى لا يأتي النساء ” وفي خبر القداح (1) عن أبى عبد الله عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: ” كان بالمدينة رجلان يسمى أحدهما هيت والاخر مانع، فقالا لرجل ورسول الله صلى الله عليه وآله يسمع: إذا افتتحتم الطائف إنشاء الله فعليك بابنة غيلان الثقفية، فانها شموع بخلاء مبتلة هيفاء شنباء إذا جلست تثنت، وإذا تكلمت غنت،تقبل بأربع وتدبر بثمان، بين رجليها مثل القدح، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا أراكما إلا من أولى الاربة من الرجال، فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وآله: فعزب بهما في مكان يقال له: العرباء، وكانا يتسومان في كل جمعة ” قلت: الظاهر، أن هذين الرجلين كانا مخنثين.
ودعوى كون الخصي مقطوع الشهوة يدفعها منع كونه بأقسامه كذلك وإن قلنا باختصاص محل البحث في مقطوع الذكر والانثيين منه، فان انقطاع الشهوة منه أيضا مطلقا ممنوع، مع أن الظاهر صدق اسم الخصي على الجميع، وعن المصباح والقاموس والمجمع وغيرها أنه من سل خصيتاه، فما عن بعضهم من إلحاق من بقي ذكره بالفحل مجرد تشه، وفي كنز العرفان قيل: المراد بهم الشيوخ الذين سقطت شهوتهم، وليس لهم حاجة الى النساء، وهو مروى (2) عن الكاظم عليه السلام، والاربة الحاجة، وقيل: هم البله الذين لا يعرفون شيئا من أمور النساء، وهو مروى (3) عن الصادق عليه السلام وابن عباس، وعن الشافعي انه هو الخصي المجبوب، ولم يسبق الى هذا القول، وعن أبى حنيفة هم العبيد الصغار، وهو كما ترى صريح في تفرد الشافعي بما سمعت.
وقد ظهر من ذلك أن المراد بغير أولى الاربة من لا يشتهى النكاح لكبرسن
(1) الوسائل الباب – 111 – من أبواب مقدمات النكاح الحديث 4 عن أبى عبد الله عن أبيه عليهما السلام ولم يذكر اسم الرجلين وذكرهما في الكافي ج 5 ص 523 ورواه هناك عن أبى عبد الله عن أبيه عن آبائه عليهم السلام.
(2) كنز العرفان ص 322 الطبعة القديمة.
(3) معاني الاخبار ص 162 وفيه ” هو الابله المولى عليه الذى لا يأتي النساء “.