جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج29-ص54
(الثاني) من آداب الخلوة: (يكره الجماع في أوقات ثمانية ليلة خسوف القمر، ويومكسوف الشمس)، لكراهة التلذذ عندهما، بل قيل: إنه إن صار فيهما ولد كان في ضر وبؤس حتى يموت، وفي خبر سالم عن أبى جعفر عليه السلام (1) ” قلت هل يكره الجماع في وقت من الاوقات وإن كان حلالا ؟ قال: نعم ما بين طلوع الفجر الى طلوع الشمس، ومن مغيب الشمس الى مغيب الشفق، وفي اليوم الذى ينكسف فيه الشمس، وفي الليلة التى ينكسف فيها القمر، وفي الليلة واليوم الذين يكون فيهما الريح السوداء والريح الحمراء والريح الصفراء، واليوم والليلة الذين يكون فيهما الزلزلة، وقد بات رسول الله صلى الله عليه وآله عند بعض أزواجه في ليلة انكسف فيها القمر فلم يكن منه في تلك الليلة ما كان يكون منه في غيرها حتى أصبح، فقالت: يا رسول الله صلى الله عليه وآله البغض كان هذا منك في هذه الليلة ؟ قال: لا، ولكن هذه الاية ظهرت في هذه الليلة، فكرهت أن أتلذذ وألهو فيها، وقد عير الله أقواما، فقال جل وعز في كتابه: وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم، فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذى فيه يصعقون (2).
ثم قال أبو جعفر عليه السلام: وأيم الله لا يجامع أحد في هذه الاوقات التي نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عنها وقد انتهى إليه الخبر فيرزق ولدا فيرى في ولده ذلك ما يحب “.
(و) كذا يكره (عند الزوال) بعده حذرا عن الحول، إلا يوم الخميس فيستحب، لان الشيطان لا يقرب من يقضى بينهما حتى يشيب، ويكون فهما (قيما خ ل)
(1) الوسائل الباب – 62 – من أبواب مقدمات النكاح الحديث 1.
(2) سورة الطور: 52 – الاية 44 و 45.