جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج29-ص27
فأنزل الله: لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم (1) ” الاية، وفي خبر عبد الله بن ميمون القداح عن أبى عبد الله (2) عليه السلام قال: ” جائت امرأة عثمان بن مظعون الى النبي صلى الله عليه وآله فقالت: يا رسول الله إن عثمان يصوم النهار ويقوم الليل، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله مغضبا يحمل نعليه حتي جاء الى عثمان، فوجده يصلى، فانصرف عثمان حين رأى رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: يا عثمان لم يرسلنى الله بالرهبانية، ولكن بعثنى بالحنيفية السهلة السمحة، أصوم وأصلى وامس أهلى، فمن أحب فطرتي فليستن بسنتى، ومن سنتى النكاح ” وفي الموثق عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن مسكين النخعي (3) ” وكان تعبدو ترك النساء والطيب والطعام، فكتب الى أبى عبد الله عليه السلام يسأله، فكتب إليه: أما قولك في النساء فقد علمت ما كان لرسول الله صلى الله عليه وآله من النساء، وأما في الطعام فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأكل اللحم والعسل ” وعن رجال الكشى انه روى في الموثق عن إبراهيم بن عبد الحميد (4) قال ” حججت ومسكين النخعي فتعبد وترك النساء والطيب والثياب والطعام الطيب، وكان لا يرفع رأسه داخل المسجد الى السماء، فلما قدم المدينة دنى من أبى إسحاق عليه السلام فصلى الى جانبه، فقال: جعلتفداك إنى أريد أن أسألك عن مسائل، قال: إذهب فاكتبها وأرسل بها إلى فكتب جعلت فداك رجل دخله الخوف من الله عزوجل حتى ترك النساء والطعام الطيب ولا يقدر أن يرفع رأسه الى السماء، وأما الثياب فنسك فيها، فكتب: أما قولك في ترك النساء فقد علمت ما كان لرسول الله صلى الله عليه وآله من النساء، وأما قولك في ترك الطعام الطيب فقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله يأكل اللحم والعسل، وأما قولك: إنه دخله الخوف حتى
(1) سورة المائدة: 3 – الاية 89.
(2) الوسائل الباب – 48 – من أبواب مقدمات النكاح – الحديث 1.
(3) الوسائل الباب – 1 – من أبواب مقدمات النكاح – الحديث 8 عن سكين النخعي.
(4) رجال الكشى ص 316 من الطبع النجف واشار إليه في الوسائل في الباب – 1 – من ابواب مقدمات النكاح – الحديث 8 وفيهما: سكين النخعي.