جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج28-ص467
وتترك يومين وقد أطلق المصنف أنها ليست مخوفة، بل محتمله لامرين، وذكر جماعة منهم العلامة أن ما عدا الغب والربع مخوف “.
قلت: لكن في القواعد تمثيل المحتمل بحمى المطبقة قال: لا كحمى الربع والغب إلا أن ينضم إليها برسام أو رعاف دائم أو ذات جنب أو وجع صدر أو رية أو قولنج، والامر في ذلك سهل بعد أن المرجع في ذلك اهل الطب والتجربة.
(و) كذا الكلام في (الزحير) الذى هو حركة منكرة تدعو إلى البراز بسبب ورم أو خلط لاذع أو برد نال الموضع أو غيره (والاورام البلغمية) والطاعون وغيرها وان ذكروا في الاول منهما يكون مخوفا مع اقترانه باسهال ونحوه، بل قيل: ان الاسهال إذا تواتر ولم يمكن منعه فهو مخوف، لان من لحقه ذلك أسرع في موتهلتجفيفه رطوبات البدن.
نعم ان لم يكن متواترا، فان كان يوما أو يومين ولم يدم فليس بمخوف لانه قد يكون من فعل الطعام، الا أن يقترن به زحير، وهو أن يخرج بشدة أو بوجع أو تقطيع بمعنى خروجه مقطعا، وقد يتوهم انفصال شئ كثير، فإذا نظر كان قليلا، فانه حينئذ يكون مخوفا لاضعافه القوة، وكذا لو كان معه دم، لانه يسقط القوة وكذا الاسهال المنتن إذ الذى يمازجه دهنية أو براز أسود يغلى على الارض، وفى الاخير أنه يكون من هيجان الدم على جميع البدن فينتفخ به البدن مع الحمى أو على بعض البدن فينتفخ به ذلك العضو، إلى غير ذلك من كلماتهم المتكثرة في هذا المقام.
والمهم بيان أصل الحكم فانه لم نعثر فيما وصل الينا من النصوص على جعل المخوف عنوانا للحكم كى يتجه المباحث المزبورة وغيرها، وانما الموجود فيها ” حضرته الوفاة، أو عند وفاته، والمريض، وغير الصحيح ” ونحو ذلك، ودعوى كون المتيقن فيها المرض المخوف، فيبقى غيره على الاصول والعمومات كما ترى، أو عدم صدق المريض على غير المخوف عرفا، بل هو خاص بالخوف والحقيقة العرفية مقدمة على غيرها، وكذا دعوى كون المراد من قوله ” عند موته ” ظهور أماراته لا نزول الموت قطعا، على أنه أقرب منهوالمراد ظهور أماراته بالمرض لاشعار قوله (عليه السلام) ” المريض محجور عليه إلا في ثلث ماله “