جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج28-ص454
المسألة (الثالثة: إذا أوصى بضعف نصيب ولده) مثلا (كان له مثلاه) لان ضعف الشئ مثلاه كما هو الاشهر بين الفقهاء على ما في المسالك، بل عن الخلاف حكايته عن عامة الفقهاء والعلماء وإن كان فيه أنه خلاف ما في الصحاح، و عن الجمهرة وأبى عبيد القاسم بن سلام من أن الضعف المثل.
نعم عن الازهرى الضعف المثل فما فوقه، وليس بمقصور على مثليه فأقل الضعف محصور في الواحد، وأكثره غير محصور، وعن الخليل الضعف أن يزاد على أصل الشئ فيجعل مثلين أو اكثر، وعن نهاية ابن الاثير الضعف مثلان، ويمكن أن يريد الازهرى والخليل بيان الضعف بالمعنى المصدرى الذى لا ينحصر في المثل أي المضاعفة، فلا ينافى حينئذ معناه الذى هو المثل في غيره، بل لعل عرفنا اليوم شاهد على ذلك، وحينئذ فالمتجه في محل البحث أن يكون له مثله، اللهم إلا أن يكون المراد مثله مضاعفا، وحينئذ يكون له مثلاه، كما ذكره المصنف وغيره بل قيل: انه المشهور، وأنه يشهد له قوله تعالى (1) ” إذا لاذقناه ضعف الحياة وضعف المماة “أي عذاب الدنيا وعذاب الاخرة مضاعفا وقوله (2) ” أولئك لهم جزاء الضعف ” وقوله (3) ” أولئك هم المضعفون “.
(و) لكن المتجه على ذلك أنه (لو قال: ضعفاه كان له أربعة) امثاله كما عن المبسوط (و) مع ذلك (قيل: ثلاثة) أمثاله، بل في المتن (و) غيره (هو أشبه أخذا بالمتيقن) وفيه أن المتيقن المثلان لما عرفت من تفسير الضعف بالمثل ممن سمعت، كما أن المتيقن هو الوصية بالضعف التى حكم فيها بالمثلين، وما في المسالك من أنه لم يعتد بالقولين لضعفهما وشذوذهما بخلاف القول بالثلاثة المحكى عن بعض أهل اللغة التصريح بأن ضعفى الشئ هو ومثلاه، فيكون ثلاثة أمثاله، – يدفعه ما عرفت من تصريح من سمعت به لانها عبارة، والتصريح
(1) سورة الاسراء الاية – 75.
(2) سورة السبأ الاية – 37.
(3) سورة الروم الاية – 39.