جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج28-ص214
السباق اسم يشتمل على المسابقة بالخيل حقيقة، وعلى المسابقة بالرمي مجازا ولكل واحد منهما اسم خاص، فيختص الخيل بالرهان، ويختص الرمى بالنضال.
وفى المسالك ” اطلاق المناضلة على ما يشتمل المسابقة ليس بمعروف لغة، ولا عرفا، ولعل المصنف ومن تبعه في ذلك تجوزوا في الاطلاق، وبعض الفقهاء عنوان الكتاب بالمسابقة والمناضلة، وهو الموافق لما سمعته من أهل اللغة “.
قلت: يمكن أن يريد المصنف أن المناضلة المسابقة في الرمى، ويكون قوله والمراماة تفسيرا، واطلاق السبق على الرمى هو الموافق لقوله (عليه السلام) لا سبق إلى آخره على أن يكون المراد منه الغلبة في السبق المعنوي: والامر سهل.
(ويقال: سبق – بتشديد الباء إذا اخرج السبق) بالتحريك أي العوض منه لغيره (وإذا أحرز أيضا) باستحقاقه له قبضه، أم لم يقبضه.
(والرشق – بكسر الراء – عدد الرمى) أي عدد ما يرمى به من السهام يقال: رمى رشقا: أي رمى بسهامه التي يريد رميها كلها، وإذا حصل الاتفاق على خسمةخمسة، فكل خمسة يقال له رشق، وعن بعض أهل اللغة تخصيصه بما بين العشرين و الثلاثين.
(و) أما (بالفتح) فهو (الرمى) الذى هو المصدر، يقال: رشقه يرشقه رشقا: إذا رماه بالسهم، (ويقال:) أيضا (رشق وجه ويد) بكسر الراء، (ويراد، به الرمى على ولاء حتى يفرغ الرشق) فيكون مشتركا إذا كان الاطلاقان على جهة الحقيقة، وفى الصحاح ” الرشق بالكسر الاسم، وهو الوجه من الرمى، فإذا رمى القول بأجمعهم في جهة واحدة قالوا: رمينا رشقا “.
وفى المسالك ” والمراد برشق اليد هذا المعنى، واضافة الرشق إلى اليد كاضافته إلى الوجه، فيقال: رشق وجه، ورشق يد، إذا كانت جهة الرمى واحدة، ويمكن مع ذلك اضافته إليهما معا كما يظهر من العبارة “.
قلت: قد يقال: ظاهر الولاء الذى في العبارة غير الاتحاد في الجهة، المذكور في الصحاح.