پایگاه تخصصی فقه هنر

جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج25-ص345

وأنا حاضر، فقال له: ليس عندنا شئ.

ولكن يأتينا خضر ووسمة فتباع ونعطيك إنشاء الله، فقال له الرجل: عدني، فقال له عليه السلام: كيف أعدك وانا لما لا أرجو أرجى منى لما أرجو) وهو دال على التوسعة، وعدم ما ذكروه من التضييق، فانه يبعد كل البعد أن لا يكون له مال بالكلية سوى المستثنيات المذكورة، إذ المستفاد من الاخبار أنه كان ذا ثروة وأملاك، وإن تعذر عليه النقد في ذلك الوقت.

وهو من غرائب الكلام فإنه ليس في الخبر دلالة على مضايقة الديان له هذه المضايقة، وإنما تقاضاه بتخيل وجود شئ عنده، فأرضاه بالكلام حتى أراد منه الوعد على ما ذكره، فأجابه بما سمعت.

نعم ربما يستفاد من خبر يزيد بن معاوية (1) نوعسعة (قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: إن علي دينا يعوزني وأظنه قال ولايتام، وأخاف إن بعت ضيعتي بقيت وما لي شئ ؟ فقال: لا تبع ضيعتك، ولكن اعط بعضا، وامسك بعضا) لكن يمكن أيضا أن لا يكون مقتض لتعجيل دينهم، وأنهم محتاجون إلى الانفاق الذي يحصل بالدفع تدريجا، بل ربما أذن عليه السلام له في ذلك، باعتبار ولايته عليه السلام عليهم، وكل ذلك مع عدم دلالة في الخبر على الزام الولي له بذلك ؟ وأنه إنما سأل الامام عن أصل وجود الدين عليه لهم، وأنه يريد وفاء وإن لم يكن ملتزما بذلك.

بل هو الظاهر من الخبر والله أعلم.

(1) الوسائل الباب – 11 – من ابواب الدين – الحديث – 2 – لكن عن بريد العجلى