جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج22-ص108
بالنظر في هذا العلم وتعلمه وتعليمه، والاخبار عما يقتضيه مما وصل إليه من قواعده لا على جهة الجزم، بل على معنى جريان عادة الله تعالى بفعل كذا عند كذا، وعدم اطراد العادة غير قادح (1) (فان الله يمحوا ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب) بل قد يتوقف في الكراهة فضلا عن الحرمة، بل يمكن حصول زيادة العرفان بمعرفته والترقي إلى بعض درجات الايمان بممارسته، ودعوى أن فيه تعريضا للوقوع في المحظور من اعتقاد التأثير فيحرم لذلك، أو لان أحكامه تخمينية كما ترى، خصوصا الثاني، ضرورة عدم حرمة مراعاة الظنون في أمثال ذلك، بل لعل المعلوم من سيرة الناس وطريقتهم خلافه في الطب وغيره، والتعريض المزبور مع انه ممنوع لا يكفي في الحرمة وإلا لحرم النظر في علم الكلام الذي خطره اعظم من ذلك، فلا ريب في رجحان ما ذكرناه، بل لا يبعد ان يكون النظر فيه نحو النظر في علم هيئةالافلاك الذي يحصل بسببه الاطلاع على حكمة الله وعظم قدرته، نعم لا ينبغي الجزم بشئ من مقتضياته، لاستيثار الله بعلم الغيب.
وكذا الكلام في الرمل والفال ونحوهما من العلوم التي يستكشف بها علم الغيب، فانها تحرم مع إعتقاد المطابقة لا مع عدمه، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله يحب الفال، ويكره الطيرة، (2) بل ورد عنهم صلوات الله وسلامه عليهم امور كثيرة كالاستخارة، وبعض الحسابات (3) وغيرهما ما يستفاد منه كثير من المغيبات، لكن لا على وجه الجزم واليقين، ولعل ذلك كله من فضل الله على عباده وهدايته بهم نحو ما جاء (4) عنهم في الرقي انها تدفع القدر فقال: انها من القدر وان هذا الباب باب عظيم ليس المقام مقام ذكره، خصوصا ما يتعلق في
(1) سورة الرعد الآية 39 (2) و (3) سفينة البحار ج 2 ص 102 وسفينة البحار ج 2 ص 144 (4) الوسائل الباب 14 من ابواب الاحتضار الحديث 12