جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج21-ص35
مصيرا إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا، فاولئك عسى الله أن يعفو عنهم، وكان الله عفواغفورا ” وقوله تعالى (1) ” يا عبادي الذين آمنوا ان أرضي واسعة فاياي فاعبدون ” بناء على كون المراد به الاشارة إلى الهجرة عن المكان الذي لا يتمكن فيه من العبادة، بل وقوله تعالى (2) ” ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله ” الآية وقوله تعالى (3) ” والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا، وإن الله لهو خير الرازقين ” وقوله تعالى (4) ” والذين هاجروا في سبيل الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة، ولاجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون، الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون ” وغير ذلك مما دل على طلب المهاجرة من الكتاب والسنة، كالنبوي ” من فر بدينه من أرض إلى أرض وإن كان شبرا من الارض استوجب الجنة، وكان رفيق أبيه إبراهيم ونبيه محمد صلى الله عليه وآله الذي الاصل فيه الوجوب.
نعم انما تجب
مع المكنة
لا مع عدمها بلا خلاف أجده أيضا فيه لما سمعته من ظاهر الآية المؤيد بنفي الحرج وغيره من العقل والنقلومن هنا كان الناس في الهجرة على أقسام ثلاثة كما صرح به في المنتهى أحدها من تجب عليه، وهو من أسلم في بلاد الشرك وكان مستضعفا
(1) سورة العنكبوت – الآية 56.
(2) سورة النساء – الآية 101.
(3) سورة الحج – الآية 57.
(4) سورة النحل – الآية 43 و 44.