جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج20-ص63
ميت البلاد، ولا تهلكني يا الهي حتى تستجيب لي دعائي وتعرفني الأجابة، اللهم ارزقني العافية إلى منتهى أجلي، ولا تشمت بي عدوي ولا تمكنه من عنقي، من ذا الذي يرفعني إن وضعتني، ومن ذا الذي يضعني إن رفعتني، وإن أهلكتني فمن ذا الذي يعرض لك في عبدك ويسألك عن أمره، فقد علمت يا الهي أنه ليس في حكمك ظلم ولا في نقمتك عجلة، وانما يعجل من يخاف الفوت ويحتاج إلى الظلم الضعيف، وقد تعاليت يا الهي عن ذلك، الهي فلا تجعلني للبلاء عرضا، ولا لنقمتك نصبا، ومهلني ونفسني، واقلني عثرتي، ولا ترد يدي في نحري، ولا تتبعني بلاء على أثر بلاء، فقد ترى ضعفي وتضرعياليك، ووحشتي من الناس وأنسي بك، وأعوذ بك اليوم فأعذني، وأستجير بك، فأجرني وأستعين بك على الضراء فأعني وأستنصرك فانصرني، وأتوكل عليك فاكفني وأومن بك فأمني، وأستهديك فاهدني وأسترحمك فارحمني، وأستغفرك مما تعلم فاغفر لي، وأسترزقك من فضلك الواسع فارزقني، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ويستحب البكاء فيها وحولها من خشية الله، فان الصادق عليه السلام (1) قال: (انما سميت الكعبة بكة لبكاء الناس فيها وحولها).
وقد سمعت ما في صحيح معاوية (2) من الأمر بالغسل لدخولها، والظاهر ثبوته للنساء أيضا لقاعدة الاشتراك، وقال الحلبي (3): (سألت أبا عبد الله عليه السلام أيغتسلن النساء إذا أتين البيت قال: نعم ان الله عزوجل يقول طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود، فينبغي للعبد أن لا يدخل
(1) الوسائل – الباب – 38 – من ابواب مقدمات الطواف – الحديث 2.
(2) الوسائل – الباب – 36 – من ابواب مقدمات الطواف – الحديث 1.
(3) الوسائل – الباب – 39 – من ابواب مقدمات الطواف – الحديث 1