جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج20-ص39
وقيل له أحسن فيما بقى من عمرك، وذلك قول الله تعالى: (فمن تعجل) الآية يعني من مات قبل أن يمضي فلا إثم عليه، ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى الكبائر، وأما العامة فيقولون فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه يعني في النفر الأول، ومن تأخر فلا إثم عليه يعني لمن اتقى الصيد أفترى الصيد يحرمه الله بعدما أحله في قوله عزوجل (1) (وإذا حللتم فاصطادوا) وفي تفسير العامة معناه وإذا حللتم فاتقوا الصيد، وكافر وقف هذا الموقف يريد زينة الحياة الدنيا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر إن تاب من الشرك فيما بقي من عمره، وإن لم يتب وفاه أجره ولم يحرمه أجر هذا الموقف، وذلك قوله عزوجل (2) من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون
اولئك الذين ليسلهم في الاخرة إلا النار، وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون) ومنه يعلم أن ما في أخبار معاوية بن عمار (3) والحلبي (4) من أن (من نفر في النفر الأول لا يصيب الصيد حتى ينفر الناس النفر الآخر أو إذا زالت الشمس من اليوم الثالث) موافقا للعامة، ولذا لم نجد أحدا أفتى بذلك من أصحابنا، بل ولا من ذكر كراهته أو استحباب تركه أو غير ذلك.
مدفوعة بالانجبار بما سمعت، وبمرجوحية المنافي منها، لما ذكرنا
(1) سورة المائدة – الآية 3.
(2) سورة هود عليه السلام الآية 18 و 19.
(3) الوسائل الباب – 11 – من ابواب العود إلى منى الحديث 4 و 5 و 6.
(4) هكذا في النسخة الأصلية والظاهر ان الصحيح هكذا (ما في اخبار معاوية بن عمار وحماد) حيث أنه ليس للحلبي في المقام ما يدل على ذلك وقد تقدم لحماد خبرين في ذلك في ص 36 و 37 ذكرهما في الوسائل في الباب – 11 – من ابواب العود إلى منى الحديث 2 و 3.