جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج19-ص152
ولكن الجميع كما ترى لم يذكر فيها البروك في السواد، ولعله لذا قال في كشف الرموز: لم أظفر بنص فيه، ولكن عن المبسوط والتذكرة والمنتهى انه صلى الله عليه وآله امر بكبش اقرن يطأ في سواد وينظر في سواد ويبرك في سواد، فأتي به فضحى به ” وكأنه لذا كان المحكي عن ابن حمزة ذكر البروك فيه في الاضحية، بل لعل ما قيل في معناه من انه يرتع في مرتع كثير النبات شديد الاخضرار به يتضمن البروك فيه، كما أن ما سمعته من صحيح ابن مسلم (1) عن ابي جعفر (عليه السلام) يلوح منه هذا المعنى، بل لعل التفسير الثاني له بان المراد سواد هذه المواضع منه أي القوائم والعين والبطن والمبعر الذي يصعب استفادته من مثل هذا اللفظ، وإن كان قد يؤيده مرسل الحلبي (2) السابق يستلزم البروك فيه ايضا، فان المشي في السواد بهذا المعنى كذلك، لانه على الارجل والصدر والبطن.
بل وكذا الثالث الذي اشار إليه المصنف بقوله: (اي يكون لها ظل تمشي فيه) بمعنى ان لها ظلا عظيما باعتبار عظم جسمها وسمنها لا مطلق الظل اللازم لكل جسم كثيف (وقيل ان تكون هذه المواضع منها سودا) وهو الذى اشرنا إليه سابقا، وعن الراوندي ان المعاني الثلاثة مروية عن اهل البيت (عليهم السلام) ولكن لا يخفى عليك ان المراد به على الاول والاخير الكناية عن السمن بخلاف الثاني الذي على تقديره يكون وصفا مستقلا برأسه، ولعل الاولى الجمع بين الجميع، فان امر الاستحباب مما يتسامح فيه، وان كان قد سمعت ان لون
(1) و (2) الوسائل الباب 13 من ابواب الذبح الحديث 5 – 6