جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج19-ص81
بالمزدلفة فقال: يرجعان مكانهما فيقفان بالمشعر ساعة، قال: فانه لم يجزهما أحد حتى كان اليوم وقد نفر الناس، قال: فنكس رأسه ساعة ثم قال: أليسا قد صليا الغداة بالمزدلفة ؟ أليس قد قنتا في صلاتهما ؟ قال: بلى، قال: تم حجهما، ثم قال:والمشعر من المزدلفة، والمزدلفة من المشعر، وانما يكفيهما اليسير من الدعاء ” وظاهره الجهل بالوقوف الدعائي لا مطلق الكون الحاصل مع النية في ضمن صلاة الغداة والقنوت فيها اللذين قد عرفت إمكان الاجتزاء بهما عن الذكر، بل يمكن إرادة القائل ذلك ايضا، إلا أن هذا ونحوه ظاهر في كون الامر للندب المناسب لهذا التسامح.
وكذا خبر محمد بن حكيم (1) سأله عليه السلام ” عن الرجل الاعجمي والمرأة الضعيفة تكون مع الجمال الاعرابي فإذا أفاض بهم من عرفات مر بهم إلى منى لم ينزل بهم جمعا، قال: أليس قد صلوا بها فقد أجزأهم، قال: فان لم يصلوا بها قال: فذكروا الله فيها، فان كان قد ذكروا الله فيها فقد أجزأهم ” إذ يمكن إرادة نية الوقوف من الذكر فيه، والامر في ذلك كله سهل.
وكذا يستحب الاجتهاد في الدعاء ليلة المزدلفة وإحياؤها، قال الصادق عليه السلام في صحيح الحلبي (2) في حديث: ” ولا تتجاوز الحياض ليلة المزدلفة، وتقول: اللهم هذه جمع، اللهم إني أسألك أن تجمع لي فيها جوامع الخير، اللهم لا تؤيسني من الخير الذي سألتك أن تجمعه لي في قلبي، وأطلب اليك أن تعرفنيما عرفت اولياءك في منزلي هذا، وأن تقيني جوامع الشر، وإن استطعت أن تحيي تلك الليلة فافعل، فانه قد بلغنا أن أبواب السماء لا تغلق تلك الليلة لاصوات
(1) الوسائل الباب 25 من ابواب الوقوف بالمشعر الحديث 3 (2) الوسائل الباب 10 من ابواب الوقوف بالمشعر الحديث 1