جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج19-ص58
عرفة إلى الموقف فيقيل، ألم تر فرجا تكون هناك فيها خلل فليس فيها احد ؟ فقلت: بلى جعلت فداك، فقال: يجئ بهم قد ضحاهم حتى يشعب بهم تلك الفرج، فيقول الله تبارك وتعالى لا شريك له: عبدي رزقته من رزقي فأخذ ذلك الرزق فأنفقه فضحى به نفسه وعياله، ثم جاء بهم حتى شعب بهم هذه الفرجة التماس مغفرتي فأغفر له ذنبه واكفيه ما اهمه.
قال سعيد مع اشياء قالها نحوا من عشرة “.
(و) منها (ان يدعو قائما) لانه افضل افراد الكون باعتبار كونه احمز وإلى الادب اقرب، ولم اجد فيه نصا بالخصوص، لكن ينبغي ان يكون ذلك حيث لا يورث التعب المنافي للخشوع والتوجه، وإلا كان الافضل القعود على الارض أو الدابة أو السجود، بل لعل الاخير افضل مطلقا للاخبار (1) والاعتبار، هذا.
وربما ظهر من محكي المبسوط افضلية القيام في غير حال الدعاء معللا له بأنه اشق، ونحوه عن المنتهى، وفي محكي الخلاف يجوز الوقوف بعرفة راكبا وقائما سواء، وهو أحد قولي الشافعي ذكره في الاملاء، وقال في القديم: الركوب افضل، واستدل بالاجماع والاحتياط، وقال: إن القيام اشق فينبغي ان يكون افضل، وفي محكي التذكرة عندنا ان الركوب والقعود مكروهان، بل يستحب قائما داعيا بالمأثور، وحكى عن احمد ان الركوب افضل اقتداء برسول الله صلى الله عليه وآله، وليكون اقوى على الدعاء، وعن الشافعي قولين احدهما ذلك، والآخر التساوي، وعن المنتهى انه اجاب عن التأسي بجواز انه صلى الله عليه وآله انما فعل ذلك بيانا للجواز، ولذا طاف صلى الله عليه وآله راكبا مع انه لا خلاف في ان المشي افضل، وفي كشف اللثام أو لانه اراد أن يراه الناس ويسمعوا كلامه، وايضا إن خلا
(1) الوسائل الباب 23 من ابواب السجود من كتاب الصلاة