جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج18-ص170
يملك به غضبه، وورع يحجزه عن محارم الله) وهو معنى ما رواه محمد بن مسلم (1) عنه عليه السلام (قل ما يعبأ بمن يسلك هذا الطريق إذا لم يكن فيه ثلاث خصال: ورع يحجزه عن معاصي الله، وحلم يملك به غضبه، وحسن الصحبة لمن صحبه) وقال الصادق عليه السلام في صحيح معاوية (2): (وطن نفسك علي حسن الصحابة لمنصحبت وفي حسن خلقك، وكف لسانك، واكظم غيضك، وأقل لغوك، وتفرش عفوك، وتسخي نفسك) إلى غير ذلك مما يستفاد من رواياتهم من مكارم الاخلاق وغيرها في السفر والحضر وخصوص سفر الحج التي يتعذر أو يتعسر استقصاؤها خصوصا مع ملاحظة ما فيها من تعليل البركة بولادة أحد الانبياء أو وقوع نعمة عظيمة فيه، والشؤم بوقوع أمر سئ فيه من موت نبي أو وصي أو نوع من غضب الله تعالى أو نحو ذلك، وقد تكفل ابن طاووس والمجلسي والكاشاني والحر في الوسائل بجمعها أو اكثرها.
وكيف كان ف (القول) الاول (في الاحرام) منها (و) يقع (النظر في مقدماته وكيفيته وأحكامه و) خاتمته، أما (المقدمات) ف (كلها مستحبة، وهي) أمور، منها (توفير شعر رأسه من أول ذي القعدة إذا اراد التمتع، ويتأكد عند هلال ذي الحجة علي الاشبه) وفاقا للمشهور شهرة عظيمة وخصوصا بين المتأخرين، بل لعل كافتهم عليه، إذ ابن إدريس وان حكي عنه الخلاف لظهور اول كلامه فيه لكن كما قيل صرح بعد ذلك بالندب، بل لم اجد فيه خلافا من غيرهم ايضا إلا من الشيخين في المقنعة والنهاية والاستبصار، معان الاول منهما انما قال: (إذا اراد الحج فليوفر شعر رأسه في مستهل ذي القعدة فان حلقه في ذي القعدة كان عليه دم يهريقه) والثاني في الاول (إذا اراد الانسان
(1) و (2) الوسائل – الباب – 2 – من ابواب أحكام العشرة – الحديث 4 – 2 [