جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج18-ص169
فان لا عي ولؤم، وإذا تحيرتم في الطريق فانزلوا، وإذا شككتم في القصد فقفوا وتآمروا، وإذا رأيتم شخصا واحدا فلا تسألوه عن طريقكم ولا تسترشدوه، فان الشخص الواحد مريب لعله يكون عين اللصوص، أو يكون هو الشيطان الذي حيركم، واحذروا الشخصين ايضا إلا ان تروا مالا أرى، فان العاقل إذا ابصر بعينه شيئا عرف الحق منه، والشاهد يرى مالا يرى الغائب، يا بني إذا جاء وقت الصلاة فلا تؤخرها لشئ، صلها واسترح منها، فانها دين، وصل في جماعة ولو على رأس زج، ولا تنامن على دابتك فان ذلك سريع في دبرها، وليس ذلك من فعل الحكماء إلا ان تكون في محمل يمكنك التمدد لاسترخاء المفاصل، وإذا قربت من المنزل فانزل عن دابتك، وابدأ بعلفها، فانها نفسك، وإذا أردتم النزول فعليكم من بقاع الارض بأحسنها لونا، وألينها تربة، واكثرها عشبا، فإذا نزلت فصل ركعتين قبل ان تجلس، وإذا اردت قضاء حاجتك فأبعد المذهب في الارض، وإذا ارتحلت فصل ركعتين، ثم ودع الارض التي حللت بها وسلمعليها وعلى اهلها، فان لكل بقعة أهلا من الملائكة، وان استطعت أن لا تأكل طعاما حتى تبدأ فتصدق منه فافعل، وعليك بقراءة كتاب الله ما دمت راكبا، وعليك بالتسبيح ما دمت عاملا عملا وعليك بالدعاء مادمت خاليا، وإياك والسير من اول الليل، وسر في آخره وإياك ورفع الصوت في سيرك يا بني سافر بسيفك وخفك وعمامتك وحبالك وسقائك وخيوطك ومخرزك، وتزود معك من الادوية ما تنتفع به انت ومن معك، وكن لاصحابك موافقا إلا في معصية الله عزوجل) وقال الصادق عليه السلام ايضا في خبر صفوان (1): (كان ابي عليه السلام يقول: ما يعبأ بمن يؤم هذا البيت إذا لم يكن فيه ثلاث خصال، خلق يخالق به من صحبه، وحلم
(1) الوسائل – الباب – 2 – من ابواب أحكام العشرة – الحديث 5 [