جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج17-ص102
نعم في المحكي عن حاشية القواعد لثاني الشهيدين دحو الارض بسطها والمراد هنا بسطها من تحت الكعبة، وهو يقتضى خلق الكعبة قبل بسط الارض والموجود في الرواية (1) انه في اليوم الخامس والعشرين من ذي القعدة، وفي بعض الروايات (2) دحو الكعبة لا الارض، وكلها ضعيفة جدا والحكم بهامشكل لما علم من ان الله تعالى خلق السموات والارض وما بينهما في ستة أيام، وان المراد من اليوم دوران الشمس في فلكها دورة واحدة، وهو يقتضي خلق السموات قبل ذلك، فلا يتم عد الاشهر في تلك المدة، مع ان ابن بابويه روى (3) ان الكعبة انزلت يوم التاسع والعشرين من ذلك الشهر، واثبات مثل هذه الاحكام المتناقضة بالاخبار الضعيفة بعيد وان اشتهرت، فرب مشهور لا اصل له، وقد يدفع بأن دحوها غير خلقها، لقوله تعالى (4): ” بعد ذلك دحاها ” واما دحو الكعبة فبمعنى دحو الارض من تحتها، أو على ظاهره ولا منافاة، فان الارض قبل الدحو انما كانت موضع الكعبة، فدحوها هو دحو الارض بعينه، وأما رواية (5) نزول الكعبة في يوم التاسع والعشرين فالمراد بها الياقوتة أو الدرة التي كانت هناك قبل الطوفان كما ورد في الاخبار (6) ويفهم منها انها الكعبة والقطعة من الارض موضعها، فالمراد بها في اخبار النزول هي الجوهرة، وفي اخبار الدحو موضعها، والله اعلم.
(1) و (2) الوسائل – الباب – 16 – من ابواب الصوم المندوب الحديث 5 – 6 (3) و (5) الوسائل – الباب – 17 – من ابواب الصوم المندوب الحديث 1(4) سورة النازعات – الاية 30 (6) البحار المجلد 22 ص 14 و 15 من طبعة الكمپاني