پایگاه تخصصی فقه هنر

جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج14-ص139

جوامعهم رغبة عن ذلك، ونفاقا أضمروه في صدورهم، ومحبة للاعتزال عن أمر المسلمين في جوامعهم كي لا يشاركوهم فيما يقع لهم وعليهم، إلى غير ذلك من المقاصد الدنيوية الشيطانية.

ثم إنه لا فرق في فضل الصلاة في المسجد بين المساجد جميعها جامعها وغيره وحديثها وقديمها، لاطلاق الادلة وعمومها وإن كانت مختلفة في مراتب الفضل كما تسمعه إن شاء الله.

نعم قد يستثنى من ذلك بعض المساجد التي وردت النصوص (1) بالنهي عن الصلاة فيها ولعنها وبأن بعضها جدد لقتل الحسين (عليه السلام) كمسجد ثقيف ومسجد الاشعث ومسجد سماك بن مخرمة أو خرشة ومسجد شيث بن ربعي ومسجد حريز بن عبد الله البجلي ومسجد التيم أو الهيثم ومسجد بالحمراء بني على قبر فرعون من الفراعنة، وعن الكليني أن في رواية أبي بصير (2) ومسجد بني السيد ومسجد بني عبد الله بن دارم، بل قد يقال بعدم جريان أحكام المساجد عليها أيضا، واندراسها الان، والحمد لله الذي كفانا عن التعرض لاحكامها.

أما غيرها فلا ريب في فضل الصلاة فيها سيما ما وردت النصوص بمدحها والثناء عليها وأنها مباركة كمسجد الكوفة الذي هو نعم المسجد، وأنه خصوصا وسطه لروضة من رياض الجنة (3) وصرة بابل، ومجمع الانبياء (4) وأنه لو علم الناس ما فيه لاتوه حبوا (5) وصلى فيه الف وسبعون نبيا (6) والف وصي (7) بل مامن عبد صالح ولا نبي إلا وقد صلى فيه، حتى أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما أسري به

(1) و (2) الوسائل الباب 43 من أبواب أحكام المساجد – الحديث 0 – 5 (3) و (4) و (5) و (6) و (7) الوسائل الباب 44 من أبواب أحكام المساجد الحديث 2 – 1 – 3 – 1 – 2