جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج13-ص360
العالم على الهاشمي قائلا له: (إنكم سادات الناس والعلماء ساداتكم) وخصوصا إذا جمعوا مع ذلك باقي الصفات الاخر والورع والتقوى والرياضات النفسائية حتى تشرحتأذهانهم وصاروا يعرفون من الله ما لا يعرفه غيرهم.
مضافا إلى ما في إمامة المفضول بالفاضل من الاستنكار عقلا وعادة حتى حكى في الذكرى عن ابن أبي عقيل منع ذلك ومنع إمامة الجاهل بالعالم، وقال: (إن أراد الكراهية فحسن، وإن أراد به التحريم أمكن استناده إلى أن ذلك يقبح عقلا، وهو الذي اعتمد عليه محققوا الاصوليين في الامامة الكبرى، ولقوله جل اسمه: (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى، فمالكم كيف تحكمون) وللخبرين المتقدمين في كلام ابن بابويه) إلى آخره، وهو ظاهر في أنه هو أيضا محتمل له، فتأمل.
ومن ذلك كله مال بعض متأخري المتأخرين وجزم به آخر من تقديم الافقه عليه حاملين لتلك الاخبار على التقية، أو على أن المراد بالاقرأ فيها العالم بالاحكام مع القراءة أيضا، لانها في زمن الصحابة كانت مستلزمة للفقه، إذ حكي عن ابن مسعود أنا كنا لا نتجاوز عشر آيات حتى نعرف أمرها ونهيها وأحكامها والمراد منها، أو على إرادة ذلك الزمان مما كان أمر العلم فيه بسبب وجود النبي (صلى الله عليه وآله) بين أظهرهم قليلا وسهلا، بخلاف أمر القراءة، بل لعل تفاضلهم في ذلك الزمان إنما كان بها كما وكيفا واستعمالا، بل كان من مقتضى الحكمة والمصلحة شدة الحث والتأكيد فيحفظ القرآن وضبطه وتعلمه وتعليمه، لانه مفجر النبوة، ومن أعظم منن الله على هذه الامة، ولعل ذا أقرب من الاولين، إذ احتمال التقية في مثل المقام ضعيف جدا، خصوصا مع قول جماعة منهم كالشافعي وغيره بتقديم الافقه، كضعف الاحتمال للثاني، لذكر الافقه والعالم بأحكام السنة في الاخبار المزبورة بعد ذلك، ودعوى إرادة العالم