پایگاه تخصصی فقه هنر

جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج13-ص346

ببعض الاذكار.

فالظاهر أنه إذا نوى ولم يقصد الانفراد ولا الجماعة يحصل له الثواب لو حصلت له الجماعة، بل ولو لم يشعر به، بل في الذكرى والمسالك وغيرهما احتماله أيضا من غير تعقيب بجزم بالعدم، لكن فيما إذا لم يعلم حتى انتهت صلاته نظرا إلى كرمه وإحسانه لانه لم يقع منه إهمال، وإلى استبعاد حصول الثواب للمأمومين بسببه وحرمانه، وإلى ما ورد من تزايد ثواب الجماعة بتزايد المأمومين ولو مع عدم اطلاع الامام ولا أحدهم، وإلى احتمال استحقاقه الثواب باستيهاله للامامة.

لكن الجميع كما ترى غير صالح لمعارضة ما دل على انحصار الاعمال في النيات، وأنها هي روح الاعمال وقوامها، واحتمال الفرق بين حالة العلم وعدمه – فلا يحصل الثواب في الاول إلا بالنية بخلاف الثاني كما هو قضية ما سمعته من الشهيدين وغيرهما – لا شاهد له سوى حسن الظن بالله، فانه عند ظن عبده به الحسن، كاحتمال جعل الشارع ذلك من الاسباب المترتب عليها الثواب وإن لم يقصدها المكلف كما سمعته من مجمع البرهان، واحتمله أولا في الذكرى ثم جزم بعدمه، فانه لا شاهد عليه أيضا عدا دعوى إطلاق ما دل على ترتب الثواب على حصول وصف الامامة المتحقق بمجرد نية المأموم الائتمام، ولذا يجري عليه جميع الاحكام من الشك والمتابعة وغيرهما، لكن من المعلومتنزيل هذه الاطلاقات على ما ورد في بيان توقف الاعمال على النيات كما يؤمي إليه خلو كثير من أخبار العبادات عن التعرض لخصوص النية فيها، وما ذاك إلا للاتكال عليها وصيرورتها من جملة أصول المذهب المستغنية عن التكرير والاعادة في كل شئ، فدعوى ترتب الثواب على حصول وصف الامامة وإن لم يكن قصده الامام ممنوعة كل المنع، ولا تلازم بين صيرورته إماما بالنسبة إلى انعقاد الجماعة وجريان أحكامها وبين حصول الثواب الذي هو أمر آخر متوقف على القصد والنية، لا أقل من الشك في خروجه عن تلك