جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج13-ص301
فرويدا لا يغرنكم، فان شهوات الخلق مختلفة، فما أكثر من ينبو عن المال الحرام وإن كثر ويحمل نفسه على شوهاء قبيحة يأتي منها محرما، فإذا وجدتموه يعف عن ذلك فرويدا لا يغرنكم حتى تنظروا ما عقدة عقله، فما أكثر من ترك ذلك أجمع ثم لا يرجع إلى عقل متين، فيكون ما يفسده بجهله أكثر مما يصلحه بعقله، وإذا وجدتم عقله متينا فرويدا لا يغرنكم حتى تنظروا مع هواه يكون على عقله أو يكون مع عقله على هواه، وكيف محبته للرئاسات الباطلة وزهده فيها، فان في الناس من خسر الدنيا والآخرةبترك الدنيا للدنيا، ويرى أن لذة الرئاسة الباطلة أفضل من لذة الاموال والنعم المباحة المحللة، فيترك ذلك أجمع طلبا للرئاسة – إلى أن قال -: ولكن الرجل كل الرجل نعم الرجل هو الذي جعل هواه تبعا لامر الله، وقواه مبذولة في رضى الله، يرى الذل مع الحق أقرب إلى عز الابد من العز في الباطل – إلى أن قال -: فذلكم الرجل نعم الرجل، فبه فتمسكوا، وبسنته فاقتدوا، وإلى ربكم به فتوسلوا، فانه لا ترد له دعوة، ولا تخيب له طلبته) إلا أنه – مع كونه غير معلوم السند، ومرويا في غير الكتب الاربعة، ومحتملا للتعريض به إلى أناس خاصين كالاول والثاني وأصحابهما وقاصرا عن معارضة غيره من الاخبار المكتفية بحسن الظاهر حتى على مذهب الخصم – قال في الوسائل: إنه بيان لاعلى مراتب العدالة لا لادناها، بل قال: إنه مخصوص بمن يؤخذ عنه العلم ويقتدى به في الاحكام الدينية، كما هو ظاهر، لا بامام الجماعة والشاهد وهو جيد جدا.
بقي الكلام في منافيات المروة ففي الذخيرة والكفاية دعوى الشهرة على اعتبارها في عدالة الشاهد والامام، بل عن الماحوزية نقل حكاية الاجماع على ذلك، وعن مجمع البرهان أنه احتمل الاجماع على اعتبارها في غير مستحق الزكاة والخمس، بل في الذخيرةأيضا وظاهر المفاتيح أن المشهور جعلها جزء في مفهوم العدالة، وكيف كان فلا أعرف