پایگاه تخصصی فقه هنر

جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج13-ص294

من الاخبار الواردة في إمام الجمعة وغيرها كقوله (عليه السلام) (1): (لا تصل خلف من لا تثق بدينه وأمانته) ونحوها، ولا ريب في ظهورها ظهورا لا يكاد ينكر في رد القول بالاكتفاء بالاسلام مع عدم ظهور الفسق، كما أنها ظاهرة في رد القول بالملكة.

وقيل العدالة عبارة عن ملكة نفسانية تبعث على ملازمة التقوى والمروة، والمراد بملازمة التقوى اجتناب الكبائر وعدم الاصرار على الصغائر، بل هو من جملةالكبائر، وبالمروة أن لا يفعل ما تنفر النفوس عنه عادة، ويختلف ذلك باختلاف الاشخاص والازمنة والامكنة، وعن مصابيح الظلام أنه المشهور بين الاصحاب، بل عن الشيخ نجيب الدين العاملي نسبته إلى العلماء، ولعل المراد المتأخرون، وإلا فقد عرفت أن المتقدمين لم يأخذ أحد منهم ذلك في تعريفهم، بل في الكفاية وعن الذخيرة لم أعثر على هذا التعريف لغير العلامة، وليس في الاخبار له أثر ولا شاهد عليه فيما أعلم وكأنهم اقتفوا في ذلك أثر العامة، وعن مجمع البرهان نحوه، مع أنه نسبه في مجمع البرهان إلى أنه مشهور بين عامة العامة والخاصة، فيكون قرينة على إرادة المتأخرين.

وحجتهم على ذلك كما قيل إن العدالة لغة الاستقامة وعدم الميل إلى جانب أصلا فان الفسق ميل عن الحق والطريق المستقيم، وموضوعات الالفاظ يرجع فيها إلى اللغة والعرف، فلا بد أن يكون في الواقع استقامة، لان الالفاظ أسامي للمعاني الواقعية لا ما ثبت شرعا أو ظهر عرفا، إذ ذلك خارج عن معنى اللفظ جزما، فحيث صارت العدالة شرطا فلابد من ثبوتها والعلم بها، لان الشك في الشرط يقتضي الشك في المشروط، فمقتضى ذلك العلم بعدم الميل بحسب نفس الامر، ولا يحصل ذلك إلا بالمعاشرة الباطنية بحيث يحصل من ملاحظة حاله الوثوق والاطمئنان بأنه لا يميل، وهو معنى الملكةوالهيئة الراسخة، وكذلك الحال في لفظ الفاسق، وهو أمر معروف مشاهد في كثير

(1) الوسائل الباب 10 من أبواب صلاة الجماعة الحديث 2