جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج12-ص42
وكيف كان فيدل عليه مضافا إلى ذلك خبر علي بن سويد الذى لا يقدح اشتماله على قراءة ام الكتاب في التكبيرة الأولى وخبر أبي بصير الذي ينبغى حمل ما فيه من الأربع صلوات على التغليب على الشهادتين، بل قد تدل عليه بقية الأخبار السابقة بعد حمل ما فيها من الزائد على وظيفة كل تكبيرة على الندب، لمعارضة الأدلة المزبورة، أما هي فتبقى على ظاهر الأمر الذي هو للوجوب، كما أن المجرد منها على الشهادتين في التكبيرة الا ولى مثلا ” لا ينافي ثبوتهما من دليل آخر، ولا ظهوره في وجوب غيرهما على حسب ما سمعت، وعدم ذكر كثير من الأصحاب جمع الأذكار كلها أو بعضها في كل تكبيرة لا ينافي الحكم، مع أن الحسن بن عيسى قال: (تكبر وتقول: أشهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا ” عبده ورسوله، اللهم صل على محمد وآل محمد وأعل درجته وبيض وجهه كما بلغ رسالتك وجاهد في سبيلك ونصح لإمته، ولم يدعهم سدى مهملين بعده، بل نصب لهم الداعي إلى سبيلك الدال على ما التبس عليهم من حلالك وحرامك، داعيا إلى موالاته ومعاداته ليهلك من هلك عن بينة ويحيي من حيى عن بينة، وعبدك حتى أتاه اليقين، وصلى الله عليه وعلى أهل بيته الطاهرين، ثم تستغفر للمؤمنين الأحياء منهم والأموات، ثم تقول: اللهم إن عبدك وابن عبدك تخلى من الدنيا واحتاج إلى ما عندك، نزل بك وأنت خير منزول به، افتقر إلى رحمتك وأنت غني عن عذابه، اللهم إنا لا نعلم منه إلا خيرا ” وأنت أعلم به منا، فان كان محسنا فزد في إحسانه، وإن كان مسيئا فاغفر له ذنوبه، وارحمه وتجاوز عنه، اللهم ألحقه بنبيه (صلى الله عليه وآله) وصالح سلفه، اللهم عفوك عفوك، وتقول هذا في كل تكبيرة).
ولعل مراده الندب كما حكاه عنه بعضهم، ونحوه في الجمع المزبور وإن اختلف اللفظ الجعفي كما في الذكرى، وعن المختلف أنه استدل له في جمعه الأذكار بعد كل تكبيرة