جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج11-ص344
قليلا فيما أرجو لكم من ثوابه، وأتخوف عليكم من أليم عقابه، وبالله لو انماثت قلوبكم انمياثا، وسالت عيونكم من رغبة إليه ورهبة منه دما، ثم عمرتم في الدنيا ما كانت الدنيا باقية ما جزت أعمالكم لو لم تبقوا شيئا من جهدكم لنعمه العظام عليكم، وهداه إياكم إلى الايمان ما كنتم لتستحقوا أبد الدهر ما الدهر قائم بأعمالكم جنته ولا رحمته، ولكن برحمتهترحمون، وبهداه تهتدون، وبهما إلى جنته تصيرون، جعلنا الله وإياكم برحمته من التائبين العابدين، وإن هذا يوم حرمته عظيمة، وبركته مأمولة، والمغفرة فيه مرجوة، فأكثروا ذكر الله تعالى، واستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو التواب الرحيم، ومن ضحى منكم بجذع من المعز فانه لا يجزي عنه، والجذع من الضأن يجزي، ومن تمام الاضحية استشراف عينها وأذنها، وإذا سلمت العين والاذن تمت الاضحية، وإن كانت عضباء القرن أو تجر برجلها إلى المنسك فلا تجزي، وإذا ضحيتم فكلوا واطعموا واهدوا واحمدوا الله على ما رزقكم من بهيمة الانعام، وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأحسنوا العبادة وأقيموا الشهادة، وارغبوا فيما كتب عليكم وفرض من الجهاد والحج والصيام، فان ثواب ذلك عظيم لا ينفد، وتركه وبال لا يبيد، وامروا بالمعروف وانهوا عن المنكر وأخيفوا الظالم وانصروا المظلوم، وخذوا على يد المريب، وأحسنوا إلى النساء وما ملكت أيمانكم، وأصدقوا الحديث وأدوا الامانة، وكونوا قوامين بالحق، ولا تغرنكم الحياة الدنيا، ولا يغرنكم بالله الغرور، إن أحسن الحديث ذكر الله، وأبلغ موعظة المتقين كتاب الله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفؤا أحد، ويقرأ قل أيها الكافرون،أو ألهاكم التكاثر، أو والعصر، وكان مما يدوم عليه قل هو الله أحد، وكان إذا قرأ إحدى هذه السور جلس جلسة كجلسة العجلان ثم ينهض، وهو (عليه السلام) كان الجواهر – 43