پایگاه تخصصی فقه هنر

جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج11-ص220

كلامه أن يقول: إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون (1) ثم تقول: أللهم اجعلنا ممن تذكر فتنفعه الذكرى، ثم ينزل “.

وأما خطبتا أمير المؤمنين (عليه السلام) فالاولى (2) ” الحمد لله أهل الحمد ووليه ومنتهى الحمد ومحله البدئ البديع الاجل الاعظم الاعز الاكرم المتوحد بالكبرياء، والمتفرد بالآلاء القاهر بعزه، والمتسلط بقهره الممتنع بقوته، والمتعالي فوق كل شئبجبروته، المحمود بامتنانه وباحسانه، المتفضل بعطائه وجزيل فوائده، المتوسع برزقه المسبغ بنعمته، نحمده على آلائه وتظاهر نعمائه حمدا يزن عظمة جلاله ويملا قدر آلائه وكبريائه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الذي كان في أوليته متقادما، وفي ديموميته مسيطرا، خضع الخلائق بوحدانيته وربوبيته وقديم أزليته، ودانوا لدوام أبديته، وأشهد أن محمدا (صلى الله عليه وآله) عبده ورسوله وخيرته من خلقه، اختاره بعلمه، واصطفاه لوحيه، وائتمنه على سره، وارتضاه لخلقه، وانتدبه لعظيم أمره ولضياء معالم دينه ومناهج سبيله ومفتاح وحيه، وسببا لباب رحمته، ابتعثه على حين فترة من الرسل، وهدأة من العلم، واختلاف من الملل، وضلال عن الحق، وجهالة بالرب، وكفر بالبعث والوعد، أرسله إلى الناس أجمعين رحمة للعالمين بكتاب كريم قد فضله وفصله وبينه وأوضحه وأعزه وحفظه من أن يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه، تنزيل من حكيم حميد ضرب للناس فيه الامثال، وصرف فيه الآيات لعلهم يعقلون، أحل فيه الحلال، وحرم فيه الحرام، وشرع فيه الدين لعباده عذرا ونذر لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل، ويكون بلاغا لقوم عابدين، فبلغ رسالته وجاهد في

(1) سورة النحل – الآية 92(2) روضة الكافي ص 173 – الرقم 194 المطبوعة عام 1377