پایگاه تخصصی فقه هنر

جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج11-ص219

لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، وجعله رحمة للعالمين بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله باذنه وسراجا منيرا، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى، أوصيكم عباد الله بتقوى الله الذي ينفع بطاعته من أطاعه، والذي يضر بمعصيته من عصاه، الذي إليه معادكم وعليه حسابكم، فان التقوى وصية الله فيكم وفي الذين من قبلكم، قال الله تعالى: ” ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله، وإن تكفروا فان لله ما في السماوات وما في الارض وكان الله غنيا حميدا (1) ” انتفعوا بموعظة الله وألزموا كتابه، فانه أبلغ الموعظة وخير الامور المعاد عاقبة، ولقد اتخذ الله الحجة، فلا يهلك من هلك إلا عن بينة، ولا يحيي من حي إلا عن بينة، وقد بلغ رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي أرسل به، فألزموا وصيته وما ترك فيكم من بعده من الثقلين كتاب الله وأهل بيته (عليهم السلام) الذين لا يضل من تمسك بهما، ولا يهتدي من تركهما، أللهم صل على محمد عبدك ورسولك سيد المرسلين وإمام المتقين ورسول رب العالمين، ثم تقول: أللهم صل على علي أمير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين، ثم تسمي الائمة (عليهم السلام) حتى تنتهي إلى صاحبك، ثم تقول: أللهم افتح له فتحا يسيرا وانصرهنصرا عزيزا، أللهم أظهر به دينك وسنة نبيك (صلى الله عليه وآله) حتى لا يستخفي بشئ من الحق مخافة أحد من الخلق، أللهم إنا نرغب اليك في دولة كريمة تعز بها الاسلام وأهله، وتذل بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك والقادة إلى سبيلك، وترزقنا فيها كرامة الدنيا والآخرة، أللهم ما حملتنا من الحق فعرفناه، وما قصرنا عنه فعلمناه، ثم يدعو الله على عدوه، ويسأل لنفسه وأصحابه، ثم يرفعون أيديهم فيسألون الله حوائجهم كلها حتى إذا فرغ من ذلك قال: أللهم استجب لنا، ويكون آخر

(1) سورة النساء – الآية 13