پایگاه تخصصی فقه هنر

جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج11-ص73

شفاء المريض مثلا، أو يكون المقصود استعداده بذلك لان يجاب إذا دعا ويعطى إذا سأل، وليس ذلك من البكاء لشئ من أمور الدنيا، ضرورة ظهوره في كون البكاء على نفس ذلك الامر الدنيوي، أنه هو الباعث على البكاء فواته أو طلبه، لا ما يشمل الفرض الذي ينزل عليه قول الصادق (عليه السلام) لابي بصير (1): ” إذا خفت أمرا يكون أو حاجة تريدها فابدأ بالله عزوجل فمجده واثن عليه كما هو أهله، وصل على النبي (صلى الله عليه وآله) واسأل حاجتك وتباك ولو مثل رأس الذباب، إن أبي (عليه السلام) كان يقول: إن أقرب ما يكون العبد من الرب عزوجل وهو ساجد باك ” أو يراد منه خروج الدموع خاصة بناء على أن المبطل الصوت لا خروج الدموع خاصة كما ستعرف، فتأمل جيدا.

بل قد يمنع أيضا كون البكاء لفقد الميت من الامور الدنيوية مطلقا، فان البكاء على الحسين (عليه السلام) وغيره من الائمة الهادين (عليهم السلام) بل والعلماء المرضيين ونحوهم ممن كانت العلقة بينهم وبين الباكي أخروية ليس من الدنيا في شئ، وما سمعته من الميسية معرض عنه، أو ينزل على غير ذلك، واحتمال عد البكاء على الحسين (عليه السلام) فضلا عن غيره من البكاء لامر دنيوي – باعتبار أن ما وقع بسببه البكاءوكان هو الباعث على البكاء أمر في الدنيا دون الآخرة، وترتب الثواب عليه وكونه عبادة لا ينافي بطلان الصلاة به، وذكر الجنة والنار في النص المزبور مثال لنعيم الآخرة وأهوالها من البرزخ وغيره – واضح الدفع وإن كان الاحتياط لا ينبغي أن يترك، خصوصا إذا كان البكاء على الحسين (عليه السلام) من حيث الرحم أو من حيث علقة السيد والعبد ونحوهما من العلائق، فان الافعال تختلف بالقصد وبالجهة والاعتبارات كما هو واضح، وكأنه لذا قال في مجمع البرهان: ” الظاهر أن البكاء لفقد الميت لا يطلق

(1) الوسائل – الباب – 29 – من أبواب الدعاء – الحديث 4 من كتاب الصلاة