پایگاه تخصصی فقه هنر

جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج11-ص51

بسلام آمنين ” (1) و ” يا يحيى خذ الكتاب بقوة ” (2) بقصد القراءة وإن قصد مع ذلك التفيهم، ضرورة إرادة قصد التفيهم بالطريق الذي ذكرناه وإن كان الغرض المراد الآن موافقا لما أريد بالقرآن، وإلا فلا يمكن جمعهما بقصد واحد، إذ من المعلوم تباين قصد الحكاية للانشاء، ولو فرض أنه قصدهما معا بناء على إمكانه وإن كان خارجا عن الصحيح من الاستعمال إذ ليس المدار هنا عليه أمكن بطلان الصلاة به، لعدم صدق القرآنية، بخلاف مطلق الكلام الذي أنيط به البطلان، ومثله ما لو تكلم بالمشترك من غير تشخيص للقرآنية وغيرها، واحتمال بناء الحكم فيهما معا على قاعدة الشغل، أو على أن المبطل الكلام إلا ما كان قرآنا مثلا، وأن الاصل الصحة ما لم يكن تلفظ بغير القرآن والفرض خروج محل البحث عنهما، أو صدقهما عليه لعدم قصد المميز لكل منهما أو قصدهما معا واضح البطلان بأدنى تأمل.

كما أنه به أيضا يظهر الحكم فيما لو لم يقصد سوى التفيهم بنحو ” ادخلوها ” إلى آخرها و ” يا يحيى ” إلى آخرها وغيرهما، وإن قال في القواعد والتذكرة: بطل على إشكال، ولان القرآن لا يخرج عن كونه قرآنا بعدم قصده، وفى الذكرى فيه وجهان: البطلان والصحة بناء على أن القرآن هل يخرج عن اسمه بمجرد القصد أم لا، قلت:لا ينبغي التأمل في عدم خروج ما فرض كونه قرآنا باسلوبه ونظمه ونحوهما مما يشخصه ويميزه عن القرآن بمجرد القصد، ضرورة عدم صحة سلب الاسم عن قراءة القرآن وكتابته، بل وغيره من قصائد الشعراء وخطب البلغاء بذلك من غير فرق بين الجميع والبعض المختص، وبذلك ونحوه امتاز المختص عن المشترك، واحتمال أن مدار الفرق بينهما باحتياج قرآنية الثاني إلى القصد دون الاول لا مع قصد العدم فانهما حينئذ سواء في نفي

(1) سورة الحجر – الآية 46 (2) سورة مريم (عليهما السلام) – الآية 13