جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج11-ص49
محل ولا توقف ” قلت: كما أنه لا ينبغي أن يكون محل خلاف وتوقف ما فرضناه من إشباع الحركات حتى يتولد حروف، بل وكذا لا ينبغي التوقف في البطلان بحكايةصوت التنحنح والنفخ والانين والتأوه ونحوها، ضرورة كونها ألفاظا موضوعة للدلالة على الاصوات المزبورة إلا أنها كان النطق بها مناسبا لمسماها.
نعم في المعتبر – بعد أن حكى عن الشيخ البطلان بالنفخ بحرفين والانين والتأوه بهما – قال: ” وقال أبو حنيفة: إن التأوه للخوف من الله تعالى عند ذكر المخوفات لا يبطلها ولو كان بحرفين، ويبطلها لو كان لغير ذلك كالالم يجده ” ثم إنه بعد أن ذكر الاستدلال على البطلان بتعمد الكلام وخبر طلحة (1) قال: ” وتفصيل أبي حنيفة حسن، وقد نقل عن كثير من الصلحاء التأوه في الصلاة، ووصف إبراهيم (عليه السلام) بذلك (2) يؤذن بجوازه ” قلت: ولامكان دعوى انصراف أدلة الكلام لغيره لا أقل من الشك، فيبقى على إصالة عدم المانعية بناء على التحقيق في جريانها، مضافا إلى إطلاق ما دل (3) على أن ” كل ما ناجيت به الله فهو ليس بكلام ” ونحوه مما يمكن ظهوره ولو فحوى في تناول مثل ذلك، بل لعله من المناجاة كما يشعر به وقوعه في مناجاة زين العابدين (عليه السلام) وغيرها، وعدم ذكر المتعلق به كمن ذنوبي ونحوه لا ينافيه، فتأمل.
أما الاصوات نفسها فلا بطلان بها، لعدم عدها حروفا عرفا وإن شابهتها في الصورة كقاش ماش خاق باق ونحوهما، وهذا التفصيل مع أنه الصحيح الموافق للنظر بعدالتأمل ينطبق عيله سائر كلمات الاصحاب إلا بعض متأخري المتأخرين ممن لم يفرق بين المقامين، فساوى بين الاسم والمسمى لتقاربهما في الصورة، مع أنه لا ريب في أن الاول
(1) الوسائل – الباب – 25 – من أبواب قواطع الصلاة – الحديث 4 (2) سورة هود – الآية 75 (3) الوسائل – الباب – 19 – من أبواب القنوت – الحديث 4