جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج10-ص28
أقول فيهما ؟ قال: إن كنت إماما فقل: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ثلاث مرات، ثم تكبر وتركع ” الحديث.
وهو صحيح، قيل: والتكبير فيهثابت في جميع نسخ السرائر في هذا الموضع، لكنه أورد هذا الحديث بعينه في المستطرفات باسقاط التكبير، قلت: في مفتاح الكرامة ” أن في نسخة قديمة عتيقة من خط علي بن محمد بن أبي الفضل الابي أي صاحب كشف الرموز في سنة سبع وستين وستمائة إسقاط التكبير في الموضعين، كما أن في نسخة أخرى كثيرة الغلط ذكره في الموضعين ” إلى آخره، لكن في المحكي عن البحار أن النسخ المتعددة التي رأيناها متفقة على ذلك: أي على الاثبات في كتاب الصلاة، والاسقاط في المسطرفات، واحتمل أن يكون زرارة رواها على الوجهين، ورواهما حريز عنه في كتابه واستظهر زيادة التكبير من قلمه (رحمه الله) أو من النساخ، لان سائر المحدثين رووا هذه الرواية بدون التكبير وزاد في الفقيه وغيره بعد التسبيحات تكمله تسع تسبيحات، قال: ويؤيده أنه نسب في المعتبر والتذكرة القول بتسع تسبيحات إلى حريز وذكر هذه الرواية.
قلت: فتخرج الرواية حينئذ عن الحجية، بل هي كذلك أيضا مع فرض اتحادها واختلاف النسخ فيها، ضرورة عدم ثبوت كون ما يفيد المطلوب من النسختين رواية، فلا يشمله حجية خبر الواحد، بل يمكن دعوى كونها كذلك وإن لم يفرض اختلاف النسخ إلا أنه قامت قرائن خارجية بحيث حصل الظن بأن الراوي لم يرو ذلك، أوتساوى الاحتمالان، لما عرفت من عدم ثبوت كونه خبرا ورواية ولو بطريق الظن الصالح لذلك، ودعوى ثبوت جميع ما في السرائر بطريق التواتر والاحاد المعتبر بحيث يخرج ما فيها عن قسم الوجادة، فلا مجال لهذا الاحتمال فيه أو لا يقدح يمكن منعها، بل يمكن منع وصول هذه الاصول التي روى عنها في السرائر واستطرف منها ما استطرف بأحد الطريقين المزبورين، بل المظنون أنها وجادة بالنسبة إليه، ولا ينافيه وصفه لها