جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج9-ص84
(صلى الله عليه وآله) فبلغ البيت المعمور وحضرت الصلاة فأذن جبرائيل وأقام فتقدمرسول الله (صلى الله عليه وآله) وصف الملائكة والنبيون خلف رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: فقلنا: كيف أذن ؟ فقال: الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله – إلى آخر ما سمعت ثم قال -: والاقامة مثلها إلا أن فيها قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة بين حي على خير العمل وبين الله أكبر، فأمر بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) بلالا فلم يزل يؤذن بها حتى قبض الله رسوله (صلى الله عليه وآله) بل وخبر أبى همام (1) عن أبى الحسن (ع) انه قال: (الاذان والاقامة مثنى مثنى) وغيرهما من النصوص الدالة على ذلك، حتى أن جماعة من متأخري المتأخرين عملوا بها إلا أنها بين مطرح أو مأول بارادة التثنية في أكثر الفصول أو التشبيه به لذلك فلا ينافي حينئذ وحدة التهليل في آخر الاقامة، كما أنه لا ينافي نصوص التربيع أول تكبير الاذان، خصوصا مع احتمال إرادة نفى الوحدة من قوله (ع) (الاذان والاقامة مثنى مثنى) تعريضا بما ذهب إليه جميع العامة من الوحدة في تهليل الاذان، وأكثرهم في الدعاء للصلاة والفلاح في اللاقامة، بل عن الشافعي منهم في القديم ومالك وداود الوحدة في جميع فصولها، فيراد من التثنية حينئذ في النصوص نفي الوحدة المزبورة فلا ينافى التربيع بل ولا وحدة التهليل في آخر الاقامة، وستسمع مرسل الهداية (2)الذى عبر بالمثنى مع انتهائه إلى إثنين وأربعين.
كل ذلك مضافا إلى احتمال إرادة أن الاصل في الاذان التثنية إلا أنه وضع الاربع في الاول للاعلام، قال الرضا (ع) في خبر علل الفضل (3): (وجعل
(1) الوسائل – الباب – 20 – من أبواب الاذان والاقامة – الحديث 1 (2) المستدرك – الباب – 18 – من أبواب الاذان والاقامة – الحديث 7 (3) الوسائل – الباب – 19 – من أبواب الاذان والاقامة – الحدي