پایگاه تخصصی فقه هنر

جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج9-ص78

حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم) (1) وقوله (ع) أيضا في صحيح الحلبي (2): (كان بلال يؤذن للنبى (صلى الله عليه وآله)، وابن أم مكتوم وكان أعمى يؤذن بليل، ويؤذن بلال حين يطلع الفجر) وقوله (ع) أيضا في خبر زرارة (3): (إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: هذا ابن أم مكتوم وهو يؤذن بليل، فإذا اذن بلال فعند ذالك فأمسك وقال ابن سنان (4) له (عليه السلام) أيضا: (إن لنا مؤذنا يؤذن بليل، فقال: أما أن ذلك ينفع الجيران، لقيامهم إلى الصلاة، وأما السنة فانه ينادى مع طلوع الفجر، ولا يكون بين الاذان والاقامة إلا الركعتان)وفى خيرة الآخر (5) (سألته عن الندا قبل طلوع الفجر فقال: لا بأس، وأما السنة مع الفجر، وان ذلك لينفع الجيران).

إلا أن هذه النصوص – مع احتمال كون أذان ابن أم مكتوم قبل الفجر لانه أعمى يخطئ لا لتوظيف من النبي (صلى الله عليه وآله) كما يؤمي إليه ما في الصحيح الاول من تفريع قول النبي (صلى الله عليه وآله) على فعله وتقديمه أولا: (إنك لا تنتظر إلا الوقت) على وجه لا يظهر منه إرادة التخصيص بما ذكره، بل قوله (ع) فيه: (فغيرته العامة) إلى آخره كالصريح في ذلك، ضرورة إرادة أن أذانه قبل الفجر كان لعدم بصره وليس توظيفا، ولما رووه بالعكس فهموا منه ذلك وشرعوه قبل الفجر لعدم كون بلال مظنة الخطأ، بل ظاهر قوله (ع) في صحيح الحلبي: (أعمى يؤذن بليل) ذلك أيضا، بل لا يخفى ظهور ذكر العمى مقترنا بما يحكى أن فعله قبل الفجر في إرادة كون ذلك خطأ منه، ولا ينافى ذلك لفظ (كان) في بعضها، إذ لعله كان يتكرر منه ذلك، بل قوله (ع) في خبري ابن سنان الاخيرين

(1) و (2) و (3) و (4) و (5) الوسائل – الباب – 8 – من أبواب الاذان والاقامة الحديث 2 – 3 – 4 – 7 –