جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج7-ص378
مسائل الاجتهاد، ولا ريب في اختلاف ذلك بحسب اختلاف بلدان المشرق، ولعل البالغ في المشرق إلى تخومه يسقط عنه هذا التياسر، بل لا يجوز له للقطع بانه يخرج عنالعلامات المنصوبة لهم، والخبران لا يدلان على غير اهل العراق، لان المفضل كوفي، وغالب الرواة عراقيون) وهو كما ترى ظاهر في الاختصاص.
هذا كله في الركن العراقي، وأما الركن الثاني من ركني الباب فهو لاهل الشام وغيرهم، وقد ذكروا لاهل الشام وما سامته منهم علامات متعددة: احدها جعل بنات نعش حال غيبوبتها خلف الاذن اليمنى بلا خلاف أجده فيه والمراد بغيبوبتها غاية انحطاطها إلى جهة المغرب كما عن جماعة التصريح به، ولعل إليه يرجع ما عن حواشي الشهيد من انه حال مجاورتها البحر، لكن عن فوائد القواعد والمقاصد العلية ان المراد بغيبوبتها ميلها عن دائرة نصف النهار لا الغيبوبة المتعارفة، وهو نهاية انحطاطها وخفاؤها على تقديره، لانها حينئذ تميل عن قبلة الشامي وعن مسامتة الاذن كما لا يخفى، والذي يراد جعله خلف الاذن اليمنى إما الموضع الذى تدنو فيه من الغروب أو وسطها تقريبا، لكن في كشف اللثام وعن غيره جعل كل من بنات نعش الكبرى، ولعله لاختلاف وقت مغيبها، والامر سهل.
ثانيا وضع الجدي على حسب ما مر في العراقي خلف الكتف اليسرى، وربما عبر بالمنكب، والاول اولى، لان انحراف الشامي كما في الروضة اقل من العراقي المتوسط،وبالتحرير التام ينقص الشامي عنه جزءين من تسعين جزء مما بين الجنوب والمشرق أو المغرب، وذلك لان بين نقطة الجنوب والمشرق تسعين جزء، وبينها وبين نقطة المغرب تسعين جزء ايضا، وانحراف الشامي نحو المشرق أحد وثلاثون جزءا من التسعين، وانحراف العراقي نحو المغرب ثلاثة وثلاثون جزءا فينقص الشامي عن العراقي جزءين، لان الكتف اقرب إلى ما بين الكتفين من المنكب، فيتفاوت بهما